رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) ـ ٨٣ / ١٣ ـ ١٥ ، كلا الثانية تاكيد للاولى (، فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) ـ ٨٩ / ١٥ ـ ١٧ ، نفى للمقول ونهى للقول.
ثم ان كلا قد تاتى بمعنى الا الاستفتاحية لعدم استقامة معنى الكلام ان اخذت ردعا لما قبلها ، فما بعدها جملة مستانفة ايضا كما هو الشان فى حروف الاستفتاح والتنبيه نحو قوله تعالى : (كَلَّا وَالْقَمَرِ) الخ ـ ٧٤ / ٣٢ ، (كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ) ٧٥ / ٢٠ ـ ٢١ ، (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى) ـ ٩٦ / ٦ ـ ٧ ، وقيل : ان كلا فى هذه المواضع بمعنى حقا ، وقيل : انها بمعنى نعم.
١١ ـ غير
وهو اسم مبهم مفهومه ، لازم اضافته ، متضمن معنى النفى ، ولا يتعرف بالاضافة الى المعرفة ، وقد مر منه ذكر فى مبحث الاضافة فى المقصد الثانى وذكر فى مبحث ادوات الاستثناء ، ومن احكامه انه يقع موقع حرف النفى فيعطى حكمه ، وذلك فى موضعين.
١ ـ نحو قولهم : غير قائم الزيدان ، وهو بمنزلة ما قائم الزيدان ، فيكون غير قائم مبتدا وصفيا والزيدان فاعل سد مسد الخبر على ما مر تفصيله فى المبحث الاول من المقصد الاول ، ولو لا ذلك لم يجز الا ان يقال : غير قائمين الزيدان ليكون الزيدان مبتدا مؤخرا وغير قائمين خبرا مقدما ، ومن ذلك ما فى هذين البيتين.
غير ما سوف على زمن |
|
١٤٦٧ ينقضى بالهمّ والحزن |
غير لاه عداك فاطّرح اللهو |
|
١٤٦٨ ولا تغترر بعارض سلم |
٢ ـ نحو قولهم : انا زيدا غير ضارب ، وهو بمنزلة انا زيدا لا اضرب ، ولولا ذلك لم يجز لان المضاف اليه يمتنع تقدمه على المضاف وكذا معموله ، ومن ذلك