إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا) ـ ٢٣ / ٢٧ ، (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ) ـ ٣٨ / ٦ ، ليس المراد انطلاق الرجل بل انطلاق اللسان ، (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) ـ ١٦ / ٦٨ ، ووحيه تعالى كلامه فان له مع كل موجود كلاما على حسبه.
هنا امور
الاول تشابهت ان فى بعض الآيات ، نحو قوله تعالى : (ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ) ـ ٥ / ١١٧ ، ليس اعبدوا الله ربى تفسيرا لما قلت لتخالفهما بالنفى والاثبات ، مع انهم اشترطوا ان لا يكون قبل ان التفسيرية مادة القول ، بل معناه ، ولا لامرتنى ، اذ لا يصح ان يكون امره تعالى (اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ) ، بل تفسير لما يستفاد من الكلام ، وهو امرتهم ، اى امرتهم ان اعبدوا الله ربى وربكم ، ونحو قوله تعالى : (كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ) ـ ١١ / ١ ـ ٢ ، لا تعبدوا اما منصوب وان مصدرية ، والتقدير : فصلت آيات الكتاب لان لا تعبدوا الا الله ، واما مجزوم بلا الناهية وان مفسرة لان التفصيل يتضمن معنى القول ، والاحتمال الثانى اقوى لقوله : ان استغفروا ربكم لانه معطوف عليه وان مفسرة ، ونظيرها قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ) ـ ١١ / ٢٥ ، اى انى انذركم لان لا تعبدوا الا الله ، اولا تعبدوا نهى مفسر للانذار لان فيه معنى القول.
الثانى المشهور انّ ان لا تفسر المفرد ، ولكن قال صاحب مجمع البيان فى قوله تعالى : (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ) ـ ١٦ / ٢ : انذروا تفسير للروح ، وهو بمعنى الوحى ، اقول : لا باس بذلك ان كان المفرد مضمونا للجملة كما ان مفعول القول جملة ، وقد يكون