للخيل ، لا والذى وجهى زمم بيته ، لا والذى هو اقرب الى من حبل الوريد ، لا والذى نادى الحجيج له ، لا والذى يرانى ولا اراه ، وغير ذلك ، ثم قال : قال السيرافى : واى الجوابية مستعملة فى ذلك كله.
اقول : ان لا هذه نفى لما يتصوره المخاطب على خلاف ما يريد المتكلم ان يظهره ، كما ان اى اثبات لما يتصور على وفاق ما يريد ان يظهره ، ولذلك يوكده بالقسم ، فلا واى متقابلان ان وقعا قبل القسم وقد مر ذكر هذين اللفظين فى المبحث السادس فمدخولهما جملة محذوفة.
الامر الثالث
ان القسم جملة اسمية محذوفة الخبر او فعلية مذكورة الفعل او محذوفته ، يؤكد بها جملة اخرى تسمى بجواب القسم يجب تصديرها بان او اللام او قد مع اللام او بدونها او حرف نفى او استفهام يرجع الى الخبر لان الانشاء لا يقع جوابا للقسم الا فى القسم الاستعطافى.
مثال ذلك قوله تعالى : (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) ـ ٨١ / ١٥ ـ ١٩ ، (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ) ـ ٣٥ / ٤٢ ، (فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) ـ ٨٤ / ١٦ ـ ١٩ ، (قالُوا تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا) ـ ١٢ / ٩١ ، (وَالشَّمْسِ وَضُحاها ـ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) ـ ٩١ / ١ ـ ١٠ ، (وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) ـ ٨٦ / ١ ـ ٤ ، (وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) ـ ٩٣ / ١ ـ ٣ ، (وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ) ـ ٨٩ / ١ ـ ٥ ، اى ان فى ذلك عهدا لذى عقل ، وذلك اشارة الى ما اقسم الله تعالى به ، وقيل جواب القسم ان ربك