والاستعطاف.
الامر السابع
ما ذكرنا هو الحلف الالتزامى ، واما الحلف الاستعطافى هو طلب احد من احد شيئا بالاقسام بماله حرمة وعظمة عند المطلوب منه ، والفرق بينهما ان الجواب فى ذلك خبرى ويسمى بالمقسم عليه لان الحالف اوقع التزامه عليه ، وفى هذا طلبى فلا يسمى بالمقسم عليه اذ لا معنى لا يقاع الحالف التزامه عليه ، بل ليس له التزام اصلا ، والمقسم عليه فى هذا الحلف هو المطلوب منه لان الحالف يستدعى منه ان يتعهد على نفسه بقبول ما يطلبه منه ، نحو قوله تعالى : (أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ) ـ ٦٨ / ٣٩ ، اى اقسمتم علينا وقبلنا ان لكم لما تحكمون ، وامكن ان يكون منه قوله تعالى : (قالُوا تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ) ـ ١٢ / ٨٥ ، اى تالله لا تذكر يوسف ولا تحزن عليه فتكون حرضا او هالكا ، ومن ذلك ما فى هذه الابيات.
حسب المحبّين فى الدنيا عذابهم |
|
١٥٥٩ تالله لا عذّبتهم بعدها سقر |
بربك هل ضممت اليك ليلى |
|
١٥٦٠ قبيل الصبح او قبّلت فاها |
بعيشك يا سلمى ارحمى ذا صبابة |
|
١٥٦١ ابى غير ما يرضيك فى السرّ والجهر |
تالله يا ظبيات القاع قلن لنا |
|
١٥٦٢ ليلاى منكنّ ام ليلى من البشر |
رقىّ بعمركم لا تهجرينا |
|
١٥٦٣ ومنّينا المنى ثمّ امطلينا |
وان كان الطلب غير حقيقى يرجع الى الاخبار فلا يكون القسم استعطافيا كظاهر هذا البيت.
بربّ هل نصرت الحقّ يوما |
|
١٥٦٤ وذقت حلاوة النصر المبين |
ومن القسم الاستعطافى قولهم : جمالك ان لا تفعل كذا ، اى صن جمالك عن فعله ، وقولهم : آلله لتفعلن كذا ، اى اقسمك بالله هل تفعله ، وقول الداعى : اللهم