المبحث الخامس
عشر فى زمان الفعل وذكر حروف المضى والاستقبال والحال.
اعلم ان الزمان هو امتداد بقاء المادة الاصلية مركوبة للصور المتعاقبة الجوهرية والعرضية ، والحركة هى تعاقب تلك الصور.
ولان نشاتنا فى المادة وتحت سيطرة الزمان فكل ما ندركه فانما ندركه فى الزمان ، ولا يمكننا ان ندرك ما هو خارج عنه وقبله وبعده الا ان نثبت بدلالة العقل وجوده ، حتى ان الفلاسفة اعتقدوا قدم الزمان وقالوا ليس للزمان بدء والالزم ان يكون للزمان زمان فيتسلسل.
نعم ليس للزمان بدء زمانى ، ولكن هل ادركت خارج الزمان حتى تحكم بانه بدء للزمان ام لا ، وفى كلام بعضهم ان للزمان بدءا دهر يا وللدهر بدءا سرمديا ، والبحث فى محله.
فما وقع فى المادة من الذوات والاحداث فهو لا محالة محفوف بالزمان ، لا نتصور غير ذلك ، وكل حد من حدود الزمان الذى يسمى بالآن محفوف بزمان سابق وزمان لاحق ، وكذلك الاشياء التى توجد فى قطعات الزمان ، فكل شىء ذاتا كان او حدثا له زمان حاضر وزمان ماض وزمان مستقبل ، ولا يختص ذلك بالحدث الذى هو مدلول الفعل النحوى ، بل هو احد الاشياء التى تلبست بثوب الزمان ، فمتى