لَها خاضِعِينَ) ـ ٢٦ / ٤ ، لا نظر الى الزمان وهو ظاهر ، بل عند التلبس بتنزيل الآية تحقق صيرورة الاعناق خاضعة.
الثالث عشر قوله تعالى : (لَقَدْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَأَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّما جاءَهُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ) ـ ٥ / ٧٠ ، انظر الى صيغ الماضى والمضارع تجد ما قلنا.
الرابع عشر قوله تعالى : (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ـ ٣ / ١٠١ ، اى من تلبس بالاعتصام فالهداية متحققة ، فانظر فى هذه الآيات وسائرها وتامل فيما بينت لك فاستقم على صراط لا تحتاج فيه الى توجيه وتاويل فى آيات الكتاب والتزام بان الماضى وقع فى مكان الآتى او الحاضر او الآتى وقع فى مكان الحاضر او الماضى كما التزم القوم وقالوا بآرائهم فى آيات الله ما قالوا واولوها بما اولوا مع اختلافات كثيرة.
الفصل الثانى
فيما يدل على استقبال الفعل المضارع بالنسبة الى زمان التكلم من دون دلالة على نفى الفعل او اثباته فى غير ذلك الزمان وان علم ذلك فانما هو بالقرينة ، وهى.
١ ـ السين وسوف ، وهما يختصان بالمضارع المثبت ، ولا يدخلان على غيره ، ويستعمل كلاهما للمستقبل البعيد والقريب ، نحو قوله تعالى : (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ) ـ ٥٥ / ٣١ ، فانه للبعيد ، (أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ) ـ ٩ / ٧١ ، هذا للبعيد ايضا لان ظاهر الآية بقرينة ما بعدها رحمة الآخرة ، (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) ـ ٤٣ / ٤٤ ، فانه للبعيد لان سؤاله تعالى فى الآخرة ، واكثر مجئ سوف فى الآيات لامور الآخرة ، (قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ـ ١٢ / ٩٨ ، وهذا للقريب ، لان يعقوب