(وَعَيْبَةِ عِلْمِهِ)
أنّهم عليهمالسلام مخازن علم الله عزّ وجلّ وهذه الجملة كناية عن كونهم عليهمالسلام مخازن العلوم الالهية ، ومستودع الاسرار الرّبانية ، كما أشرنا إليه آنفاً من قبيل هذا الحديث المروي : «الانصار كرشي وعيبتي» (١).
ودلّت الاخبار المستفيضة عن العامّة الخاصّة أن العلم منهم لانّهم خزّانة علم الله تعالى وصدر إليهم لانّهم معدنه ومحلّه ، وفيهم مستقر ومنهم تعلّم من تعلّم ومن أخذ منهم بجدّ واخلاص سعُد في الدارين ومن أخذ منهم وأراد أن يتقدم عليهم هلك في الدّارين ، بل وأهلك معه كثيراً من الناس ، كالذين درسوا في مدرسة الامام الباقر والامام الصادق عليهماالسلام ، ثمّ انقلبوا عليهما ابتغاءً لحطام الدنيا وزخارفها ، فكانت عاقبة أمرهم أن باعوا أنفسهم ودينهم للسلاطين والطغاة وأخذوا يلعسون بلاط حكام الجور ويحاربون من أوصى بهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ونزلت في حقّهم عشرات الآيات وشهد به الكتاب (٢).
(وحجّتِهِ)
فانّ الله عزّ وجلّ بهم يحتج على العباد ، احتج بهم عليهمالسلام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على نصارى نجران فنزلت الآية الكريمة في حقّهم : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢١ ، ص ١٦٠.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «عليٌّ خازن علمي» شرح نهج البلاغة : لابن أبي الحديد ، ج ٢ ، ص ٤٤٨ ، الجامع الصغير وجمع الجوامع كلاهما للسيوطي كما في تربيته : ج ٦ ، ص ١٥٣ ، ومصباح الظّلام : ج ٢ ، ص ٥٦ ، وشرح العزيزي : ج ٢ ، ص ٤١٧ ، وحاشية شرح العزيزي للحفني : ج ٢ ، ص ٤١٧.
(٢) إنّ ما ذكره المؤلف الجليل دام ظلّه له شواهد كثيرة في تاريخنا الاسلامي التمسه من كتب الشيعة والسنة وتجدها مستفيضة كما ذكر زاد الله تعالى في عمره.