لَّعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) (١).
ونقل في تفسير هذه الآية من السنة والشّيعة متواتراً : غدا رسول الله صلىاللهعليهوآله وأخذ بيد علي عليهالسلام والحسن والحسين عليهماالسلام بين يديه وفاطمة عليهاالسلام تتبعه جاء الى المباهلة.
فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى إنّي لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله بعد فلا تباهلوا فتهلكوا ، ولا يبقى على وجه الارض نصراني الى يوم القيامة ، فقالوا يا أبا القاسم رأينا أن لا نباهلك ، وأن نقرك على دينك ونثبت على ديننا.
قال صلىاللهعليهوآله : فإذا أبيتم المباهلة فأسلموا ، يكن لكم ما للمسلمين ، وعليكم ما عليهم فأبوا ، قال صلىاللهعليهوآله : فإنّي أناجزكم.
قالوا : ما لنا بحرب العرب طاقة ولكن نصالحك على أن لا تغزونا ، ولا تخيفنا ، ولا تردنا عن ديننا على أن نؤدي اليك كلّ عام ألفي حلّة ، ألف في صفر ، وألف في رجب وثلاثين درعاً عادية من حددي فصالحهم على ذلك.
قال صلىاللهعليهوآله : والذي نفسي بيده إن الهلاك قد تدلى على أهل نجران ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ، ولا ضطرم عليهم الوادي ناراً ، ولا ستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على رؤوس الشجر ، ولما حال الحول على النصارى كلّهم حتى يهلكوا (٢).
في هذا الآية الشريفة دلالة واضحة على فضل أصحاب الكساء خصوصاً ،
__________________
(١) آل عمران : ٦١.
(٢) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢١ ، باب ٣٢ «المباهلة ...» وتفسير الميزان : للعلّامة الطّباطبائي رحمه الله ، ج ٣ ، ص ٢٣٣ ، والفصول المهمة : ص ٢١ ، المناقب : لابن المغازلي ، ص ٢٦٣ ، ح ٣١ ، تفسير الطّبري : ج ٣ ، ص ٢٢٩ و ٣٣٠ ، وتفسير الفخر الرازي : ج ٢ ، ص ٦٩٩ ، وعشرات المصادر الواردة من طرق الشيعة والسنة ، وقد رواه عشرات الرواة من الفريقين ، فراجع.