القمر.
وقال بعضهم : الفرق بينهما هو أنّ الضياء ذاتي والنور عارض ومكتسب ، ولعل ذلك هو وجه التّعبير في الآية الشّريفة :
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا) (١).
ويحتمل أن يكون المعنيين صحيحاً في تفسير الآية الشريفة ، ولا يبعد أن يكون تأويلها ناظر الى أن المراد بها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته عليهمالسلام فالشمس تعبير عن رسول الله صلىاللهعليهوآله وعن القمر عن الائمّة الاخيار عليهمالسلام (٢).
وعلى أية حال أن المراد من كونهم نور الله هو هداية العالم بنور علمهم أو بنور وجودهم المقدّس. لانهم العلل الغائية لوجود الاشياء ، أو المراد كلاهما الوجود والعلم.
أو يكون المراد أنّهم أدلة واضحة وأنوار طاهرة تنير بصيرة وقلوب المؤمنين ، وعلى أثر ذلك النور يتبعهم المؤمنون في أقوالهم وأفعالهم وبذلك ينالوا الفوز والسّعادة الأبدية.
عن أبي الجارود قال : قلت لابي جعفر الباقر عليهالسلام : لقد أتى الله أهل الكتاب خيراً كثيراً.
قال الإمام عليهالسلام : وما ذاك؟
قلت : قول الله عزّ وجلّ : (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ).
الى قوله : (أُولَـٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا) (٣).
فقال الإمام عليهالسلام : «وقد آتاكم الله كما آتاهم ، ثمّ تلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
__________________
(١) يونس : ٥.
(٢) ورد عن الامام الباقر عليهالسلام في حديث طويل أثبتنا منه موضع الحاجة ، فقال : «... فضرب الله مثل محمّد صلىاللهعليهوآله بالشمس ومثل الوصي بالقمر ...» روضة الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ٨ ، ص ٣٨٠ ، ح ٥٧٤.
(٣) القصص : ٢٨.