«سبحانك لا أصفك إلّا بما وصفت به نفسك» (١).
يعني سبحانك أنى يحيط فكر وقوة الإنسان أو عقله ووهمه وقياسه بذاتك وصفاتك المقدّسة ، وأنا لا أصفك إلّا بما وصفت به نفسك وفي جملة «كما شهد الله ...» إشارة الى الآية الشريفة (١٨) في سورة آل عمران :
(شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ) (٢).
بمعنى شهد الله عزّ وجلّ بوحدانيته ببدايع الحكمة وعجائبها والملائكة وأهل العلم من مخلوقاته من الانبياء والمرسلين والاولياء والصالحين والعلماء والعارفين.
وتتضمن هذه الآية بيان فضل العلم والعلماء ، لان الله عز وجل قرن ذكر العلماء بذكر الملائكة ، وشهادتهم بشهادتهم.
ومن الروايات الواردة في فضل العلم والعلماء رواية جابر بن عبد الله الانصاري رحمه الله عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال :
«ساعة من عالم يتكي على فراشه ينظر في علمه خير من عبادة العابد سبعين عاماً» (٣).
(لا إلهَ إلّا العَزِيزُ الحَكِيمُ)
جاء تكرار هذه الجملة إمّا للتأكيد ، أو وصف الله تعالى بصفة العزّة والمراد منها غلبته وقهره ، أو بالحكمة ، والمراد منها فعله وإيجاده للاشياء بصورة متقنة ومحكمة على حسب المصالح ، يعني كل ما يرى في عالم الخلق جاء بأبدع صورة واتقنها وحكمها ، وكل ما يرى من الجزئيات والكليات في خلقته كانت لمصلحة
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٤ ، ص ٤٠ ، ح ١٨ ، عن التّوحيد : للشيخ الصدوق رحمه الله ، ص ١١٣.
(٢) آل عمران : ١٨.
(٣) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢ ، ص ٢٣ ، نقلاً عن روضة الواعظين.