تمّ كلام المحقق المذكور رحمه الله الذي اشار الى حقيقة العبودية وأقسامها.
وحقيقة العبودية كما وردت في حديث عنون البصري ثلاث اُمور :
الأوّل : أن لا يعرف الإنسان ممّا آتاه الله تعالى من الملك والثّروة مالكاً لها حقيقة ، لان العبد لا يملك شيئاً بل كل ما يملك فهو لله سبحانه ، ويصرفه حيث أمره الله سبحانه.
الثّاني : أن لا يرى التّدبير من عنده نفسه ، بل يعلم أن المدبر الحقيقي هو الله سبحانه.
الثّالث : أن تكون أعماله منحصرة في إطار الاوامر الالهية ونواهيه ، وعندما يعلم العبد أنّه لا يملك شيئاً يسهل عليه الانفاق ، وعندما يفوض العبد تدبير اُموره الى الله تعالى تهون عليه مصائب الدنيا وشدائدها ، وعندما يشغل العبد نفسه بطاعة أوامر الله سبحانه وتعالى ونواهيه فلا يحصل له فرصة المباهات والجدال ومنافسة الناس على الدنيا ، إنتهى.
ولقد نال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على صعيد العبادات والحقائق الثّلاثة في العبودية غاية مراتب العبودية ، بل سبق الملاء الأعلى وعوالم الملائكة في نيل وسام العبودية ، وهذا المقام لا يقل شرفاً ومكانة من الرّسالة ، ولذا تأتي الرسالة في مرتبة متأخرة من العبودية ، كي يفهم الناس أن نبيّ الإسلام العظيم صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يفتخر ويتباهى بعبوديته لله سبحانه وتعالى قبل أن يفتخر ويتباهى برسالته.
(المُنْتَجَبُ)
يقال لكل شيء متميز الذي ينتخب على الآخرين ، ورد في الخبر : «الانعام من نجائب القرآن» ، أي سورة الانعام من السور المنتخبة في القرآن الكريم ، وبما أنّ الانبياء عليهمالسلام وبالاخص الرسول الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم متميزون عن الناس ، فنتجبهم الله