(وَدينِ الحَقِّ)
أرسل نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بدين الحقّ (٥) ، دينه الذي إرتضاه لعباده ، لانّه من جملة أسماء الله المقدّسة وهو الحقّ ، أو أن المراد من الدّين دين الحقّ القائم الى يوم القيامة الذي لا يطرأ عليه النسخ والتبديل كما ورد في الحديث الشريف :
«دين محمّد مستمر الى يوم القيامة» (٦).
(لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلَّهِ وَلَو كَرِهَ المُشرِكُونَ)
الدين الذي يظهر على جميع أديان البشرية ولو كره المشركون ، وهذا الوعد من الله سبحانه وتعالى والظهور لدين الحق بصورة كاملة يتحقق عند ظهور قائم آل محمّد «عجّل الله تعالى فرجه الشّريف».
(وَأشهَدُ أنّكُمْ الأئمّةُ الرّاشِدُونَ)
لأنهم عليهمالسلام يرشدون (٧) النّاس الى طريق الحق والهداية وصراط الله المستقيم.
__________________
(٤) تفسير مجمع البيان : للشّيخ الطّبرسي رحمه الله ، ج ٤ ، ص ٣٤ ، في ذيل تفسير هذه الآية.
(٥) وقد وردت في رواية عن أبي الحسن الماضي عليهالسلام قال : قلت : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ) قال عليهالسلام : هو الذي أمر رسوله بالولاية لوصيّة ، والولاية هي دين الحق قلت : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) ليظهره على جميع الاديان عند قيام القائم عليهالسلام (وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) الآية في سورة التوبة : ٣٢ ، وسورة الصف : ٩.
(٦) كنز العمال : ج ١ ، ص ٢٢٥ ، ح ١١٥٣.
(٧) وردت تعبير الأئمّة الرّاشدون في رواية العامّة والخاصّة ، وفسّره كلُّ طائفة حسب ما يوافق مذهبها ، والحقّ ما ذهب اليه المذهب الحقّ الذين تولوا آل الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم واتبعوهم ، وذلك عندما نتأمل في الاخبار الواردة عن الفريقين وبدقة كاملة نجدها جميعاً تنبع من عين واحدة ويكشف زلال مائها عن مكوث أسماء أئمّة الشيعة على الارض لأنّهم أنفع للبشرية في الهداية ، والزبد الذي يؤمن به غيرهم ، فيذهب جفاء لأنّه لم ينفع النّاس ، بل كان سبباً للشقاق والويلات طول التاريخ هذا من جانب وحرمان الاُمّة عن تلك العين الصّافية من جانب آخر.