(الهادُونَ)
ويهدونهم أيضاً الى شريعة سيّد المرسلين صلىاللهعليهوآله ، أشرنا إليها آنفاً ، والمراد من الهداية في الآية الشّريفة المذكورة (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) (١) يعني الأئمّة الاطهار (٢).
(المَهْدِيُّونَ)
فانهم عليهمالسلام مهتدون بهداية الهية ، لانّه الهداية الواقعية تأتي فقط من الله سبحانه الذي أعطى لكلّ شيءٍ هداه.
(المَعْصُومُونَ)
المحفوظون والممتنعون عن الذّنوب والمرتدعون عن الأرجاس والعيوب ، لان المصعوم يطلق على من يرتدع عن جميع المحارم الالهية ويجتنب عنها.
والعصمة : عبارة عن قوة العقل بحيث لا تتغلب عليه النّفس مع قدرته على إتيان المعاصي جميعاً ، فيتركها إختياراً وتطوعاً. وليس معنى العصمة أن الله سبحانه يجبره على العصمة ويزجره عن المعاصي ، بل يفيض على المعصوم ألطافاً بواسطتها يترك معها المعصوم المخالفة والعصيان باختياره مع قدرته عليها ولا يلوث نفسه بالارجاس كقوة العقل ، والكمال ، والذكاء والفطنة وصفاء النفس ، ويقضة الوجدان والضمير ، وكمال الاعتناء بطاعة الله جلّ جلاله ، فهذه العناصر هي الطاف الهية
__________________
(١) الرعد : ٧.
(٢) راجع الى تفسير نور الثقلين : ج ٢ ، ص ٤٨٢ ، في تفسير ذيل هذه الآية وتفاسير اُخرى من الفريقين.
وروى الحاكم الحسكاني في شواهد التّنزيل : ج ١ ، ص ٣٠١ ، فيما نزل من القرآن في أمير المؤمنين عليهالسلام ، قال أبو برزة : دعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالطّهور وعنده علي بن أبي طالب : فأخذ بيد علي بعدما تطهّر فألصقها بصدره ، ثمّ قال : إنّما أنا منذر ، ثمّ ردّها الى صدر علي بن أبي طالب ، ثمّ قال : ولكلّ قوم هاد ، ثمّ قال : أنت منار الأنام ، وراية الهدى ، وأمين القرآن ، وأشهد على ذلك انّك كذلك.