يوم القيامة والامام يهدي الى القرآن والقرآن يهدي الى الامام ، وذلك قول الله عزّ وجلّ : (إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) (١) (٢).
وغيرها من الاحاديث المسطورة في الكتب المفصلة.
(المُكرَّمُونَ)
الذين كرّمهم (٣) الله تعالى وخلق جوهر ذاتهم من نوره ، وخلق طينتهم من عليين ، وجعلهم مظهر صفاته ، وجعلهم مقتدى الانام يقتدون بهم في الاقوال والافعال ، وأكرمهم بالكرامات الصّورية والمعنوية والدّنيوية والاخروية.
ولعل هذه الكلمة اشارة الى أن الله تعالى أكرم وجوههم وجباهم من السجود للاصنام ، وطهّر ذاتهم من الشّرك والنّفاق كما يعبر عن ذلك أهل السُّنة والجماعة عند ما يذكرون اسم امام المتقين علي بن أبي طالب عليهالسلام فيقولون (كرم الله وجهه) لأنّه «عليه أفضل صلاة المصلّين» لم يسجد طرفة عين للاصنام ولم يشرك بالله سبحانه. بل آمن بالله وبرسوله وهو في نعومة أطفاره لم يتجاوز العشر سنين ، وكان أول من أسلم بين يدي نبيّ الإسلام صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولكنّهم عندما يذكرون أسماء بقيّة الصّحابة يقولون رضي الله عنه ، لانّهم تلوثوا بعبادة الاصنام والشّرك.
(المُقَرَّبُونَ)
لأنّ لهم عند الله تعالى قرباً معنوياً ، فان لهم المحل الأعلى عنده بحيث لا يدانيهم
__________________
(١) الاسراء : ٩.
(٢) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٥ ، ص ١٩٤ ، ومعاني الاخبار : للشّيخ الصّدوق رحمه الله ، ص ٤٤.
(٣) ورد في علل الشّرايع عن النبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إنّ الله تبارك وتعالى خلق آدم وأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسّجود تعظيماً لنا وإكراماً ، وكان سجودهم لله عزّ وجلّ عبودية ولآدم إكراماً وطاعة لكوننا في صلبه ...» علل الشرايع.