ملك مقرب ولا نبي مرسل عدا جدّهم الاكرم خاتم الانبياء صلىاللهعليهوآلهوسلم فانه أشرف المخلوقات وأقرب الموجودات الى الله عزّ اسمه من حيث الجلالة والفضيلة.
ويحصل القرب المعنوي ، بالاذكار الجميلة والاعمال الصالحة ، والاقوال الحسنة ، ولا يجوز القرب الذاتي والمكاني لذاته الاقدس ، لانّ ذلك من صفات الاجسام المادية ، والله عزّ وجلّ منزّه عن الجسم والمادة.
والمراد من قرب الله تعالى من العبد ، هو قرب النعم والالطاف ، ومن تقرّب الى الله عزّ وجلّ ، تقرّبه إليه بافاضة الاحسان والسنن والمواهب اليه ، وهذا هو المعنى الوارد في الحديث القدسي :
«من تقرب اليّ شبراً تقربت إليه ذراعاً» (١).
يعني : أن العبد لو تقرب الى خالقه وربّه بالعمل الصالح القليل ، أفاض الله عزّ وجلّ عليه من الطافه واحسانه شيئاً كثيراً ، وكما ورد ذلك في فقراتٍ من الأدعية الرّجبية المباركة : «يَا مَنْ يُعطِي الكَثِيرَ بِالقَلِيلِ» (٢).
(المُتَّقُونَ)
التقوى في اللغة تأتي بمعني الحفظ والصّيانة ، وفي الاصطلاح بحفظ النفس وصيانتها من إصابتها بالأضرار الاُخروية ، وحملها على ما ينفعها ويسددها في الاخرة وللتّقوى مراتب ثلاث :
الأولى : حفظ نفس من العذاب الدّائمي ، بتصحيح العقائد الحقّة ، لانه من خرج من الدّنيا كافراً ، كان مخلداً في نار جهنم.
الثّانية : إجتناب المعاصي جميعاً سواءً كانت فعلاً مثل القمار والشراب
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢ ، ص ٣١٤ ، ح ٦ ، باب ١٤.
(٢) مفاتيح الجنان : للمحدّث الشّيخ عباس القمي رحمه الله ، أدعية الأيام الرّجبية.