والكذب ، أو تركاً ، مثل : ترك الصلاة والصوم والحج وأمثالها.
الثالثة : حفظ النفس بما يشغلها عن الحق وذكر الله تعالى وإن كان مباحاً ، إلّا بمقدار الضرورة أو عند الاضطرار إليه ، وورد عن بعض النّاكسين عندما سئل عن التقوى فضرب مثال وقال : كيف تعمل لو دخلت أرضاً أو صحراءً ملئت بالاشواك.
فقال السّائل : أحفظ نفسي واحتاط في المشي بصورة كاملة كي لا تدخل الاشواك في قدمي.
قال الناسك : هكذا إعمل في الدّنيا ، وهذا هو التقوى.
وسئل عن الإمام الصادق عليهالسلام عن تفسير التّقوى قال : «أن لا يفقدك الله حيث أمرك ولا يراك حيث نهاك» (١).
ووردت حكمة التقوى في القرآن الكريم بمعنى الخوف والخشية والطاعة والعبادة أيضاً. وبأي معنىً كان لو فسّرنا التقوى فان أئمّة الهدى عليهمالسلام أتقى المتقين ، وقد أخذ الاخرون مراتب وحقيقة التقوى منهم لأنّهم أئمّة المتقين حقّاً صلوات الله عليهم أجمعين.
(الصَّادِقُونَ)
فهم عليهمالسلام الصادقون في جميع أقوالهم وأفعالهم وأموالهم الذين قال الله تعالى فيهم : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (٢).
إذ ليس المراد بالصّادقين الصادقين في الجملة ، إذ ما من أحدٍ إلّا وهو صادق في الجملة حتى الكافر لأنّه قد يسرق مرّة واحدة ويعمل عملاً صحيحاً مرّةً اُخرى ،
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٧٠ ، ص ١٨٥.
(٢) التوبة : ١١٩.