فانّ الله سبحانه لا يأمر النّاس ان يكونوا معه ، وأن يتبعوا أقواله وأعماله ، بل المراد بهم الصادقون في إيمانهم وعهودهم ومقاصدهم وأقوالهم واخبارهم واعمالهم وشرائعهم ، بل وفي جميع أحوالهم وأزمانهم.
ولم تتحقق هذه الصّفات في غير الائمّة عليهمالسلام إتفاقاً بين المسلمين كافة من السُّنة والشيعة الاثنى عشرية ، إذ كل من سواهم لا يخلو من الكذب في اجملة ، فيتعين أن تكون الآية الشريفة نزلت في شأنهم ، وتدل على عصمتهم ، إذ يقبح الامر بمتابعة غير المعصوم كما قررنا آنفاً ولا يصدر القبيح من الله تعالى.
روى بريد العجلي قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قوله عزّ وجلّ : (اتَّقُوا اللَّـهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).
قال الامام عليهالسلام : «أيّانا عنى» (١).
وروى البزنطي عن الإمام الرضا عليهالسلام قال سألته عن قول الله عزّ وجلّ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).
قال الإمام عليهالسلام : «الصّادقون هم الائمّة والصّديقون بطاعتهم» (٢).
اذاً المراد من الصّديقين هم أيضاً ، لانه لم يصل في درجة العبادة أحد الى هذه الدرجة إلّا هم والانبياء عليهمالسلام.
(المُصطَفُونَ)
الذين اصطفاهم الله واجتباهم واختارهم على العالمين ، وهم مصطفى آل ابراهيم في قوله تعالى :
__________________
(١) تفسير نور الثّقلين : للحويزي رحمه الله ، ج ٢ ، ص ٢٨٠ ، اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢٠٨.
(٢) اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢٠٨ ، تفسير نور الثّقلين : ج ٢ ، ص ٢٨٠.