أكثر أيّامي في مقام الامام صاحب الأمر عليهالسلام حيث يقع خارج مدينة النّجف الأشرف وبعد عشرة أيّام فتح الله تعالى عليّ ببركة مولانا أبواب المكاشفات فاستقرت المحبّة المركبة من محبّة الله تعالى ومحبّة مولانا صاحب الامر عليهالسلام وكنت في الليالي كالفراشة (كالمجنون) أطوف بباب الرّوضة المقدّسة وكنت أحياناً في رواق عمران. وفي النّهار في مقام مولانا صاحب الامر عليهالسلام حتى أحصل على الرتبة المطلوبة ولم أمكث فيه أكثر من يومين أو ثلاثة ، وعزمت بين نفسي أن أبقى في الشّتاء في النّجف الاشرف فكانت تنفتح أبواب مكاشفات كثيرة ، بينما أنا بين النّوم واليقظة عندما كنت في رواق عمران جالساً كأنّي في حرم العسكريين عليهماالسلام ورأيت مشهدهما في نهاية الارتفاع والزّينة وعلى ضريحها قطيفة خضراء من المخمل ورأيت مولاي ومولى الانام صاحب الامر عليهالسلام جالساً وظهره على القبر ووجهه الى الباب ، فلمّا رأيته شرعت في هذه الزّيارة بالصّوت المرتفع كالمداحين ، فلمّا أئممتها قال عليهالسلام : «نعمت الزّيارة».
قلت : مولاي روحي فداك زيارة جدّك وأشرت الى نحو القبر.
قال عليهالسلام : نعم اُدخل ، فلمّا دخلت وقفت قريباً من الباب.
فقال عليهالسلام : تقدم.
فقلت : مولاي أخاف أن أصير كافراً بترك الأدب.
فقال عليهالسلام : لا بأس إذا كان بإذننا ، فتقدّمت قليلاً ، فكنت خائفاً مرتعشاً.
فقال عليهالسلام : تقدم تقدم ، حتّى صرت قريباً منه عليهالسلام قال : اُجلس.
قلت : أخاف يا مولاي.
قال عليهالسلام : لا تخف ، فلمّا جلست جلسة العبد الذّليل بين يدي مولى الجليل ، قال عليهالسلام : استرح واجس مربعاً فإنّك تعبت جئت ماشياً حافياً.
والحاصل : أنّه وقعت منه عليهالسلام بالنّسبة الى عبده ألطاف عظيمة ومكالمات