وفي عبادة الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام ، قيل أنّه عليهالسلام كان أعبد أهل زمانه وأزهد وأفضل أهل عصره فقد روي أنّ الإمام الحسن بن علي عليهالسلام كان اذا توضأ ارتعدت مفاصله ، واصفرّ لونه فقيل له في ذلك فقال عليهالسلام : «حقّ على من وقف بين يدي ربّ العرش أن يصفر لونه ، وترتعد مفاصله».
وكان عليهالسلام : إذا بلغ باب المسجد رفع راسه ويقول : «إلهي ضيفك ببابك ، يا محسن قد أتاك المسيء فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم» (١).
وفي عبادة سيد الشهداء الإمام الحسين عليهالسلام قال الإمام السجاد عليهالسلام لما قيل له : ما أقل ولد أبيك؟
فقال عليهالسلام : «العجب كيف ولدت له كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة متى كان يتفرغ للنساء؟» (٢).
وفي عبادة الإمام علي بن الحسين السجاد عليهالسلام ما لقب به من الالقاب الشريفة مثل سيد الساجدين ، وزين العابدين ، وذو الثفنات (٣).
وورد في بعض الرّوايات : كان في موضع سجوده آثار ناتئة وكان يقطعها في السنة مرّتين في كلّ مرّة خمس ثفنات ، فسمّي ذا الثفنات لذلك (٤).
وفي رواية اخرى : أنّه عليهالسلام كان قائماً يصلّي حتى وقف إبنه محمّد عليهماالسلام وهو طفل الى بئر في داره بالمدينة بعيدة القعر فسقط فيها فنظرت إليه اُمّه فصرخت وأقبلت نحو البئر تضرب بنفسها حذاء البئر وتستغيث وتقول : يا ابن رسول الله غرق ولدك محمّد ، هو لا ينثني عن صلاته ، وهو يسمع اضطراب ابنه في قعر البئر ، فلمّا
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٤٣ ، ص ٣٣٩ ، المناقب : لابن شهر آشوب رحمه الله ، ج ٨ ، ص ١٤.
(٢) العقد الفريد : ج ٤ ، ص ١٧١ ، بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٤ ، ص ١٩٦.
(٣) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٤٦ ، ص ٢ الى ٦ ، باب ١ ، مناقب آل أبي طالب : ج ٤ ، ص ١٧٥ ، الفصول المهمة : لابن الصباغ المالكي ، ص ١٨٧.
(٤) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٤٦ ، ص ٦ ، عن علل الشّرايع : الشّيخ الصّدوق رحمه الله ، ص ٨٨.