(العَامِلُونَ بِإرَادَتِهِ)
الذين تكون أعمالهم وفق إرادته تعالى ، فتأتى أعمالهم وأفعالهم مطابقةً لمشية الله تعالى لا يصدر منهم أمر خلافاً لارادته تعالى ، بل ليس لهم ارادة إلّا إرادته تعالى ، ولذا لا يعتبرون أنفسهم أصحاب إرادة في مقابل عظمة وجبروت الباري تعالى.
(الفَائِزُونَ بِكَرَامَتِهِ)
منحهم الله تعالى هذه الكرامة في الدّنيا بوجوب إطاعة الناس وانقيادهم اليهم ، وكونهم مخزن العلم ومعدن الحكمة ، وفي الاخرة اكرمهم بالشفاعة للعصاة والمتحيرين ، والرّضا والقرب من الله في جنات النّعيم ورضي عنهم ، فهذا كمال الفوز بالكرامة الالهية التي تختصُّ بهم دون غيرهم.
(إصْطَفَاكُمْ بِعِلْمِهِ)
الذين اختارهم الله لموضع علمه ، مع علمه بأنكم أهل لذلك الاصطفاء ، أو المراد اصطفاكم بأن جعلكم خزّان علمه ، ومحل أسراره ، ويؤيد هذا الاحتمال ما في بعض النسخ من وجود اللام بدل الياء.
(وَارتَضَاكُمْ لِغَيْبِهِ)
أي رضي أن يجعلكم مخازن غيبه ، سأل حمران بن أعين عن الامام الباقر عليهالسلام في تفسير الآية الشّريفة : (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن