رَّسُولٍ) (١). فقال عليهالسلام :
«(إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ) وكان والله محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم من ارتضاه ، وأمّا قوله : (عَالِمُ الْغَيْبِ) فانّ الله عزّ وجلّ عالم بما غاب عن خلقه فيما يقدر من شيء ويقتضيه في علمه قبل أن يخلقه وقبل أن يقضيه الى الملائكة ، فذلك يا حمران علم موقوف عنده إليه فيه المشية فيقضيه إذا أراد ويبدو له فيه فلا يمضيه ، فأمّا العلم الذي يقدره الله عزّ وجلّ ويقضيه ويمضيه فهو العلم الذي إنتهى إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثمّ الينا» (٢).
وقال علي بن ابراهيم في تفسير هذه الآية : (إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ).
يعني علياً المرتضى ثمّ الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ...» (٣).
وورد عن معمر بن الخلاد قال : سأل أبا الحسن عليهالسلام رجل من أهل فارس فقال له : أتعلمون الغيب؟
فقال الإمام محمّد الباقر عليهالسلام :
«يبسط عنّا العلم فنعلم ويقبض عنا فلا نعلم ، وقال : سسرّ الله عزّ وجلّ أسرّه الى جبرائيل وأسرّه جبرئيل عليهالسلام الى محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وأسرّه محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم الى من يشاء الله» (٤).
والمراد الى من يشاء مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام.
وعن الإمام الصادق عليهالسلام قال : قال : «أي امام لا يعلم ما يصيبه وإلى ما يصير فليس ذلك بحجّة الله على خلقه» (٥).
__________________
(١) الجن : ٢٦.
(٢) تفسير الثقلين : للحويزي رحمه الله ، ج ٥ ، ص ٤٤٣ ، عن اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢٥٦.
(٣) تفسير البرهان : لعلي بن ابراهيم القمي ، ج ٢ ، ص ٣٩٠.
(٤) اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢٥٦ ، والانوار اللامعة : للعلّامة السيد شبر رحمه الله ، ص ١١٧.
(٥) اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢٥٨.