وأيضاً عن عمران بن أعين عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قال :
«إنّ جبرئيل اتى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم برمانتين فأكل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم احداهما وكسر الاخرى بنصفين فأكل نصفاً وأطعم علياً عليهالسلام نصفاً ، ثم قال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يا أخي هل تدري ما هاتان الرمانتان؟»
قال الإمام علي عليهالسلام : لا.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أمّا الاولى فالنّبوة ليس لك فيها نصيب ، وأمّا الاُخرى فالعلم أنت شريكي فيه».
فقلت : اصلحك الله كيف يكون شريكه فيه؟.
قال الإمام الصادق عليهالسلام : «لم يعلم الله محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم علماً إلّا وأمره أن يعلمه عليّاً» (١).
وورد في رواية محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر عليهالسلام قال في ذيل هذه الرّواية :
«فلم يعلم والله رسول الله حرفاً ممّا علمه الله عزّ وجلّ إلّا وقد علمه عليّاً ثمّ إنتهى العلم إلينا ، ثمّ وضعه يده على صدره» (٢).
يقول المؤلف : وردت في مقابل هذه الاحاديث أحاديث كثيرة تؤكد أنّ علم الغيب لا يعلمه سوى الله تعالى ، فاذا أردنا أن نجمع بين هاتين الطائفتين من الاحاديث ونوفق بينهما فتكون بهذه الصورة :
المراد من الاحاديث التي تنفي علم الغيب عن أئمّة الهدى عليهمالسلام هو أن الله عزّ وجلّ اذا لم يرد لا يعلمون ، وتكون لسان الاحاديث التي أثبتت علم الغيب لهم عليهمالسلام فانّه أراد الله عزّ وجلّ أن يعلمون ، كما وردت برواية عن الإمام محمّد الباقر عليهالسلام تؤيد
__________________
(١) تفسير نور الثقلين : ج ٥ ، ص ٤٤٣ ، نقلاً عن اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٣٦٣.
(٢) اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢٦٣.