والملائكة ... الى آخر كلامه رحمه الله (١).
يعني أنّ نفي علم الغيب عنهم عليهمالسلام بصورة مطلقة يستلزم نفي وإنكار المعجزات ، وهذا بديهي البطلان.
(وَاخْتَارَكُمْ لِسرِّهِ)
اختار الله سبحانه أئمّة الهدى عليهمالسلام من بين خلقه لسرّه وجعلهم خزانة اسراره ، عن أبي الجارود عن الإمام الباقر عليهالسلام قال :
«إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دعا عليًاً في المرض الذي توفي فيه ، فقال : «يا علي أدن منّى حتى أسرّ إليك ما أسرَّ الله إلي وائتمنك على ما أتمنني الله عليه ، ففعل ذلك رسول الله بعلي وفعله علي بالحسن وفعله الحسن بالحسين وفعله الحسين بأبي وفعله أبي بي. (صلوات الله عليهم اجمعين)» (٢).
(واجتَبَاكُم بِقُدرَتِهِ)
هذه الفقرة المباركة من الزّيارة تشير الى علو مرتبه اجتبائهم حيث نسب ذلك الى قدرته تعالى مومياً الى أن مثل ذلك من غرائب قدرته تعالى ، أو يحتمل أن يكون المراد أعطاكم قدرته بكرمه وأظهر بأيديكم المباركة الاُمور التي هي فوق طاقة البشر ، وخارجة عن حدود قدرة الإنسان مثل قلع باب خيبر وسائل المعاجز العظيمة التي تحققت بوجودهم الشريف.
كما روى عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه رؤي بيده كسرة خبز من شعير يابسة يريد أن يكسرها فلا تنكسر ، فقيل له يا أمير المؤمنين أين تلك القوّة التي قلعت بها باب خيبر فقال الإمام عليهالسلام : «تلك قوة ربانيّة ، وهذه قوة جسمانية».
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٣٦ ، ص ١٠٣.
(٢) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢ ، ص ١٧٤.