(وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ) (١).
قال الإمام عليهالسلام : «خلق من خلق الله عزّ وجلّ أعظم من جبرائيل وميكائيل كان مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يخبره ويسدده وهو مع الأئمّة عليهمالسلام من بعده» (٢).
وغيرها من الاخبار التي وردت في كتب الاحاديث.
وفي خبر آخر عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : «أنَّه غير الملائكة» (٣).
ويدل على ذلك أيضاً مضافاً الى التصريح للحديث ، أنّه أعظم من جبرئيل وميكائيل ولم يثبت أنّ أحداً من الملائكة أعظم منهما ولأن الملائكة لم يعلموا جميع الاشياء كما اعترفوا به حيث قالوا : (لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا) (٤) وهذا الخلق عالم بجميعها ، ويقول العلّامة شبر رحمه الله بعد نقله هذا الحديث عن أمير المؤمنين عليهالسلام وذكره لبعض المؤيدات : «أن يكون نوراً إلهياً مجرداً عن الخلائق عارفاً بالله وصفاته ومعلولاته إلى آخرها ، متعلقاً بالنفوس البشرية إذا وصفت وتخلصت من الكدورات كلّها ، واتصفت بالقوة القدسية المذكورة تعلقاً تاماً يوجب اشراقها وانطباع ما فيه من العلوم الكلية الجزئية فيها والمراد بانزاله إليه وهو هذا التّعلق وبتسديده وهو هذا الاشراق أو ان يكون عبارة عن تنوير نفوسهم القدسية وعقولهم الملكوتية بالعوالم الالهية والأسرار الرّبانية والافاضات العلوية ، إلّا أنّه لا حاجة الى هذا الحمل ولا بُعد في إبقائه على ظاهره من كونه خلقاً من خلق الله متصفاً بتلك الصّفات والنّعوت» (٥).
__________________
(١) الشّورى : ٥٢.
(٢) اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢٧٣ ، نور الثقلين : للحويزي رحمه الله ، ج ٤ ، ص ٥٩٨.
(٣) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٥ ، ص ٦٤ ، عن بصائر الدرجات : ص ١٣٧ ، وردت بهذا المعنى روايات كثيرة في كتب التفسير في تفسير الآية (٤) من سورة القدر : (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ ...) فانظر الى تفسير نور الثقلين : ج ٥ ، ص ٦٣٣ الى ٦٤٢.
(٤) البقرة : ٣٢.
(٥) الانوار اللامعة : للعلّامة السيد شبر رحمه الله ، ص ١٢١ ـ ١٢٢.