بالميثاق من هتكه أذله الله» (١).
يقول المؤلف : المراد من السرّ والأمر هو ولايتهم عليهمالسلام حيث أخذ الله تعالى على ذلك ميثاقاً في عالم الذّر ، فالذين انصاعوا وقبلوا بذلك العهد والميثاق في عالم الذّر اصبحوا في الدّنيا من أهل الولاية وصدقوا بسرّهم.
والذين أبوا أن يبقوا في عالم الذّر بالعهد والميثاق تخلفوا في الدنيا عن ولايتهم عليهمالسلام.
والمراد من كون أمر الولاية مستوراً هو أن الولاية ثبتت في قلوب فئة قليلة من الناس ، وامّا اكثر الناس فهم غافلون عنها ، بل إذا أظهر أحد حقيقة المراتب العالية للولاية عند من مخالفيهم فسوف يصاب بالذلة والاهانة كما أشار اليه الحديث الاخير.
بل مراد منه ما لو علمه أبو ذر رحمه الله من سلمان رحمه الله لرماه بالكفر ، فان عبارة كنه الولاية المطلقة سر مستتر ما يحتمله نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا مؤمن امتحن الله قلبه للايمان.
وروي في حديث : «وإنّما صار سلمان من العلماء لأنّه منّا أهل البيت» (٢).
وقد ورد هذا المنع كراراً في الاحاديث وان المراد من العلماء هم أئمّة الهدى عليهمالسلام ، واعتبارهم سلمان رحمه الله منهم يدلّ على علمو مقامه.
(وَخَزَنَةَ عِلْمِهِ)
روي عن الإمام الباقر عليهالسلام أنّه قال :
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، للعلّامة محمّد باقر المجلسي رحمه الله ، ج ٢ ، ص ٧١.
(٢) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٢ ، ص ٣٤٣ ، اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٤٠١ ، واُنظر الى بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٢ ، باب / ١٠ فضائل سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار «رضوان الله عليهم أجمعين».