٤ ـ الوجود العقلي : فان الشيء يكون فيه كلياً ، والشيء في جميع هذه الموجودات هو ذلك الشيء بعينه وفي العقل شيء متحدّ مع الوجود الحقيقي للشيء المعقول ، وبهذا المعنى فان وجود المعقول بمنزلة ظل لوجود العاقل.
إذاً فان الإنسان عندما يتعقل الشيء ، فإنّه يرجع في الحقيقة الى حال يكون عين ذلك الشيء بنفسه موجوداً بوجود عقلي ، بل يرجع ذلك الشيء فيكون موجوداً بوجود الإنسان في مرتبة القوة العاقلة.
فيصح إذاً عند تعقل مهيات الاشياء أن نقول أن هذا العاقل عين هذه الأشياء في مرتبة التّعقل والحال أن العاقل يعقل تمام العالم ، فنقول أنّ هذا الانسان العاقل يصير عالماً عقلانياً ، مثل العالم العيني بعنوان الوحدة في الكثرة. الكثرة في الوحدة.
وقيل ان الحكمة أفضل العلوم بأفضل معلوم ، أمّا كونها أفضل العلوم فيرجع الى كونها علم يقيني لا يجوز فيها التّقليد ، بل خلافاً لسائر العلوم حيث تنتهي نتيجتها الى النقل الذي هو تقليد للمنقول عنه.
وأمّا لجهة أفضلية موضوعها ، أو لجهة وثاقة أدلتها ، حيث أن أدلتها جميعاً براهين يقينية تنتهي الى الشكل الأول في المنطق فهو بديهي الانتاج.
أو لجهة شرافة غايتها وهي عبارة عن صيرورة الإنسان عالم عقلاني بواسطة الحكمة كما ذكرنا.
وإمّا أن معلومها أفضل المعلومات ، فهو بسبب كون علومها تتعلق بالحق سبحانه وتعالى وصفاته وأفعاله بمعنى أن المعرفة الكاملة لله عزّ وجلّ وصفاته وأفعاله تنشأ من علم الحكمة وورد في كتاب الانوار اللامعة عن النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم قال :