«أنا مدينة الحكمة العلم وعليّ بابها» (١).
يقول المؤلف : ذكرت في هذا المقام ما حصلت عليه من كتب العلماء واقوال الحكماء ، وفهم هذه المفاهيم صعب لي ولأمثالي ، ولكن من الممكن أن يكون هناك رجال قد اتصلوا بمنابع الحكمة للعترة الطّاهرة عليهمالسلام فسهل لهم هضم هذه المعاني وادراكها ، ولذا ورد عن الإمام الصّادق عليهالسلام قال : قال عيسى بن مريم عليهالسلام لبني اسرائيل :
«يا بني اسرائيل لا تحدّثوا الجهّال الحكمة فتظلموها ولا تمنعوا أهلها فتظلموهم» (٢).
وعلى أي حال فان أئمّة الهدى عليهمالسلام أوتوا الحكمة وفصل الخطاب.
(وتَرَاجَمَةً لِوَحيهِ)
التّرجمان يقال لتفسير الكلام بلسان آخر ، والمراد من الوحي في هذه الفقرة المباركة إمّا القرآن الكريم أو سائر ما ، اُوحي الى النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو سائر ما أوحي الى سائر الانبياء عليهمالسلام ولابدّ أن يكون الإمام عليهالسلام على معرفة كاملة بجميع الالسن واللغات الموجودة في العالم حتى ألسنه الحيوانات ولغاتهم ، وبجميع الكتب السالفة التي نزلت على الانبياء الماضيين سواءً كانت بلسان عربي أو غيره ، ولذا قال أمير المؤمنين عليهالسلام :
«لو ثنيت لي الوسادة لحكمت بين أهل القرآن بالقرآن حتّى يزهو الى الله ، ولحكمت بين أهل التّوراة بالتوراة حتّى يزهو الى الله ، ولحكمت بين أهل
__________________
(١) الانوار اللامعة : للعلّامة السيد شبر رحمه الله ، ص ٧٧ ، بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٥ ، ص ٢٣٥ ، وكذلك ورد دار الحكمة في بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٤٠ ، ص ٢٠٣ ، عن كشف الغمّة : ص ٣٣ ، والامالي : للشّيخ الصّدوق رحمه الله : ص ٢٣٣.
(٢) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢ ، ص ٦٦ ، اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٤٢.