قالوا : «بِنَا وُحِدَ الله وبِنَا عُبِدَ الله» (١).
وإمّا أن يكون المراد أن الله تعالى جعلهم أركاناً للأرض لأجل أن الخلق يعرفوه ويوحدوه ، ويقومون بعبادته ، لأنه لولاهم لساخت الارض بأهلها كما ذكرنا ذلك أنفاً.
وسُئل الإمام الصّادق عليهالسلام عن وصف الائمّة قال :
«جعلهم الله أركان الأرض ان تميد بأهلها وحجّته البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثّرى» (٢).
(وَشُهَدَاء عَلَى خَلقِهِ)
الذين جعلهم الله تبارك وتعالى شهداء على الخلق في الدنيا لبيان احكام الدين ، فهم سبيل الهداية لما جاء به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأدّاه للعباد ، وفي الاخرة شهداء أيضاً على الخلق وسائر الانبياء عليهمالسلام.
ورد عن أمير المؤمنين عليهالسلام في حديث طويل يذكر فيه أحوال أهل الموقف :
«فيقام الرسل فيسألون عن تادية الرّسالات التي حملوها الى اُممهم فأخبروا أنّهم أدّوا ذلك الى اُممهم ، وتسال الاُمم فجحدوا كما قال الله : (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) (٣). فيقولون : (مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ) (٤).
فيشهد الرّسل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيشهد بصدق الرسل وبكذب من جحدها من الاُمم ...» (٥).
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٣ ، ص ١٠٣ ، عن بصائر الدرجات ، ص ١٩.
(٢) اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ١٩٧.
(٣) الاعراف : ٦.
(٤) المائدة : ١٩.
(٥) تفسير نور الثقلين : للحويزي رحمه الله ، ج ١ ، ص ٤٨٣ ، الاحتجاج : للعلّامة الطبرسي رحمه الله ، ج ١ ، ص ٣٦٠.