الشريف قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أدّبني ربي فأحسن تأديبي» (١).
فبسبب طهارة طينتهم وذواتهم ، طهّرهم الله سبحانه من الرجس والدنس ، وهذه الفقرة المباركة اشارة الى الآية الكريمة : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (٢).
والآية من التأكيدات على الطهارة من الرجس ما لا يخفى على علماء اللغة وآدب حيث أكّد ذلك بـ «أنّما» و «اللام» ، والاختصاص وتقدم الجار ونصب المصدر والتعبير بالاذهاب وكل هذه الموارد توجب التأكيد والانحصار.
والتعبير بالإرادة وان كانت غير مستلزمه لوقوع المراد في غيره تعالى ، إلّا أنّ إرادة الله تعالى مستلزمة للوقوع (أي إطلاق السبب وارادة المسبب).
ودلالة الآية الشّريفة على عصمة أئمّة الهدى عليهمالسلام واضحة ، لأنا نقول أنّ للرجس ميعنيان لا ثالث لهما.
الاوّل : ما يُستخبث من النجاسات والأقذار.
الثّاني : ما يُستخبث من الأقوال والافعال ، والشّق الاوّل غير مراد قطعاً فتعيّن الثّاني.
و «اللام» في الرّجس للطبيعة والماهية ، وذهاب الماهية إنّما يتحقق بذهاب جميع افرادها وأخباثها من الأقوال الأفعال وبذلك تتضح الاستفادة من معنى العصمة من الآية الشريفة ، ونحن لا نريد من عصمتهم عليهمالسلام إلّا هذا البيان المتقدم.
وعلى أي حال ، وفقد تواترت الاخبار من الشيعة والسُّنة أن المراد من أهل البيت هم محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم علي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام وروى الثعلبي وغيره في كتبهم عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال :
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ١٦ ، ص ٢١٠ ، تفسير مجمع البيان : للعلّامة الطّبرسي رحمه الله ، ج ١ ، ص ٣٣٣.
(٢) الاحزاب : ٣٣.