«نزلت فيّ وفي علي وفاطمة والحسن والحسين» (١).
وروي ابن حنبل في مسنده بثمانية طرق متفقة المعنى أنها نزلت في الخمسة (٢).
وكذلك روى في مسنده عن أنس والحميدي ، وفي الجمع بين الصحيحين والثّعلبي : أن رسول الله كان يمرّ بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج الى الصّلاة الفجر يقول الصّلاة يا أهل البيت : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ ...) (٣) (٤). وكذا روي الثعلبي في تفسيره في تفسير قوله تعالى «طه» عن الإمام الصادق عليهالسلام :
«طه ، طهارة أهل بيت محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ثمّ قرأ : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (٥).
وأمّا ما ذهب إليه بعض المعاندين والمناوئين لله ولرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولأهل بيته عليهمالسلام من أن المراد بأهل البيت زوجات النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بقرينة صدر الآية ، فيجب أن تكون ذيل الآية أيضاً نازلة في حقهنّ. فهذا خرق للاجماع وردٌّ على الله ورسوله بعد تواتر الاخبار في إختصاص الآية الشريفة بأهل بيت العصمة عليهمالسلام عن الفريقين.
ولو قيل : أن صدر الآية نزلت في حقهنّ.
نقول في جوابهم : لا يخفى على من له أدنى معرفة وبصيرة بكلام البلغاء والفصحاء أن الشايع في كلامهم العدول منه الى كلام آخر أو من موضوع الى موضوع آخر ، وكذا القرآن الكريم يحتوى على كثير من هذه المعاني وكذا كلام العرب وأشعارهم ، فلو كان الخطاب لزوجات النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم لقال (عنكن) على
__________________
(١) العمدة : لابن البطريق ، ص ٣٨ ، عن تفسير الثعلبي المخطوط : ص ١٣٩.
(٢) راجع مسند احمد بن خليل : ج ١ ، ص ٢٥٩ ، ٢٨٥ ، ج ٤ ، ص ٢٩٢ ، وو ...
(٣) الاحزاب : ٣٢.
(٤) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٥ ، ص ٢٣٧ ، كشف الغمّة : ص ١٤ الى ١٦.
(٥) عُمدة عيون صحاح الاخبار في مناقب امام الابرار : للحافظ يحيى بن الحسن الاسدي الحلّي المعروف بابن البطريق : ص ٣٨ ، عن تفسير الثعلبي المخطوط : ص ٤١.