النمط السّابق واللاحق.
ولو قيل : أن (عنكم) ورد لجهة التّغليب.
قلنا : إنّما يحسن ذلك وقع هذا في صدر الآية كذلك ، أمّا بعد أن يكون الكلام في زوجات النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم فغير صحيح.
مضافاً الى ذلك ما روي عن أهل السنة وعن طرقنا أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا أخذ كساءه الخيبرية ووضعه عليه وعلى علي وفاطمة والحسن والحسين قال : «اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرّجس وطهرهم تطهيراً» (١).
فقالم اُمّ سلمة رحمها الله فقلت : يا رسول الله ألست من أهل بيتك؟
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّكِ على خير ، أو الى خير».
فنزل عليه جبرائيل عليهالسلام فقال : إقرأ يا رسول الله : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (٢).
بعد كل هذا التصريح لا يشك في شأن نزول الآية إلّا كل منافق مرتاب.
(فَعَطَّمْتُمْ جَلالَهُ)
جلال الله عظمته ، والجلال في اللغة بمعنى العظمة والجليل من اسمائه تعالى وكناية عن كمال الصفات كما ان الكبير راجع الى كمال الذات ، والعظيم راجع الى كمال لاذات والصفات.
والمراد هنا : أنّكم عظمتم عظمة الله بمعرفتكم وقولكم وعملكم.
__________________
(١) صحيح التّرمذي : ج ٥ ، ص ٣١ ، ج ٣٣٥٨ ، الفصول المهمة ، لابن الصباغ المالكي ص ٨ ، تفسير الفخر الرازي : ج ٢ ، ص ٧٠٠ ، وعشرات من المصادر الاخرى من الفريقين.
(٢) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٥ ، ص ٢٤٠.