(وأكبَرْتُمْ شَأنَهُ)
ورد الشأن في اللغة بمعنى الأمر ، يعني ببيانكم رفعتم أمر الله تعالى ، أو المراد أنّكم نزّهتم الله عزّ وجلّ ممّا ذهب إليه اليهود وباقي الفرق الباطلة من التعطيل وأنّ الله تعالى ترك الكائنات بعد خلفها أو رفع يده عن الخلق في أيّام خاصّة حتى اتخذت اليهود يوم السبت عطلة لهم.
وبهذا المعنى تسير الجملة «اكبرتم شأنه» الى الآية الشّريفة :
(يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (١).
قال مقاتل : نزلت في اليهود حين قالوا : إن الله لا يقضي يوم السبت شيئاً (٢).
اختلف المفسرون في تفسير هذه الآية الكريمة ، فذهب بعضهم أن شأنه سبحانه إحياء قوم وإمانة آخرين وعافية قوم ومرض آخرين وغير ذلك من الاهلاك والانجاء والحرمان والإعطاء والاُمور الاُخرى التي لا تحصى (٣).
وروى أبو الدّرداء عن النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم في قوله تعالى : (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) قال :
«من شأنه أن يغفر ذنباً ، ويفرّج كرباً ، ويرفع قوماً ، ويضع آخرين» (٤).
وورد عن ابن عباس والامام السجاد عليهالسلام :
«إن ممّا خلق تعالى لوحاً من درّةٍ بيضاء دواته ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور ينظر الله فيه كلّ يوم ثلاثمائة وستين نظرة يخلق ويرزق ويحيي
__________________
(١) الرحمن : ٢٩.
(٢) تفسير مجمع البيان : للعلّامة الطّبرسي رحمه الله ، ج ٥ ، ص ٣٠٢.
(٣) تفسير مجمع البيان : للعلّامة الطّبرسي رحمه الله ، ج ٥ ، ص ٣٠٢.
(٤) تفسير الميزان : للعلّامة الطّباطبائي رحمه الله ، ج ١٩ ، ص ١٠٤ ، عن التفسير الكبير : للفخر الرازي : ج ٢٩ ، ص ١٠٩ ، ومجمع البيان : للطّبرسي رحمه الله ، ج ٥ ، ص ٣٠٢.