ويحتمل أن يراد بالميثاق ، الميثاق المأخوذ عليهم من تبليغ الاحكام وإعلاء كلمة التوحيد كما قال الله عزّ وجلّ : (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ ...) (١).
أي تبليغ الرسالة والدعاء الى التوحيد.
(وَأحْكَمْتُمْ عَقْدَ طَاعَتِهِ)
بالمواعظ الشافية والنصائح الكافية وباظهار الدين المبين وإعلان شريعة سيّد المرسلين صلىاللهعليهوآلهوسلم والتّرغيب في ثوابه والتّخويف والتّهديد من عقابه.
(ونَصَحْتُمْ لَهُ فِي السِّرِّ العلانِيَةِ)
أي نصحتم لله تعالى عبده في السرّ والعلانية ، والنّصيحة تستعمل لمعان عديدة :
أوّلاً : النّصح لله تعالى التحقيق بتوحيده ورؤية عدله والقيام بأوامره والاجتناب لنواهيه والاخلاص النّية في عبادته وخدمته ونصرة الحقّ فيه بمحبّة من أحبّ له وبغض من أبغض له.
ثانياً : النّصح لكتاب الله تعالى التّصديق والايمان بمحكمه ومتشابهه وما جاء فيه من الاوامر والنواهي وو ...
ثالثاً : النّصح لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الايمان به وبنبوته ورسالته وبما جاء به من ربّه من أحوال النشأتين والانقياد لما أمر به ونهى عنه ، والاتباع له في أقواله وأفعاله وأعماله.
رابعاً : النّصح لأئمّة الهدى عليهمالسلام والاخلاص في محبّتهم والاحتمال لعلمهم
__________________
(١) الاحزاب : ٧.