والمتابعة لهم في أفعالهم وأقوالهم وأعمالهم وعدم الشّك فيهم والاستقامة على ولايتهم ، ومولاة وليّهم ومحبّتهم وإن كان أبعد بعيد ، ومعادات عدوّهم وإن كان أقرب قريب ، ولله در دعبل الخزاعي حيث يقول :
أحبّ قصي الرّحم من أجل حبّكم |
|
وأهجر فيكم زوجتي وبناتي |
(وَدَعَوتُمْ اِلَى سَبِيلِهِ بِالحِكْمَةِ)
أي دعوتم الخلق الى الدين القويم بالحكمة ، والمراد من الدّعوة بالحكمة يعني كلّمتم النّاس بما يوافق عقولهم وأفهامهم ، لانّهم يكلّمون النّاس على قدر عقولهم كما ورد في الحديث الشريف : «اُمرنا معاشر الانبياء أن نكلم الناس على قدر عقولهم» (١).
ويحتمل أن يكون المراد منها : أنّكم دعوتم الناس الى الله والدين بالكلمات الحكيمة المشتملة على المواعظ القيّمة والنصائح المؤثرة.
قال النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم : «كلمة الحكمة يسمعها المؤمن خير من عبادة سنة» (٢).
(والمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ)
أي الموعظة التي تجذب قلوب المستمعين ، ويقرّبهم الى المطلوب كما قال الله عزّ وجلّ :
(ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (٣)
__________________
(١) اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢٣ ، الامالي : ص ٤١٩ ، تحف العقول : ص ١٣٧ ، المحاسن : ص ١٤٩.
(٢) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٧٧ ، ص ١٧٤ ، عن أعلام الدين المخطوط : لابي محمّد الحسن بن الحسن محمّد الديلمي صاحب إرشاد القلوب.
(٣) النحل : ١٢٥.