الهادي عليهالسلام يوم «عيد السّلام» يريد بذلك أن يحطّ من شأن الإمام عليهالسلام وكان الإمام عليهالسلام بديناً وكان ذلك في حرّ الصيف فتعب الإمام تعباً شديداً فتأثر من هذا الاستخفاف بشدّة وقال : «أنا أكرم على الله من ناقة صالح تمتعوا في داركم ثلاثة أيّام ذلك وعد غير مكذوب» ولمّا كان الثالث وثب عليه باغزو ويغلون وتامش وجماعة معهم فقتلوه وأقعدوا المنتصر ولده خليفة بعده (١).
كتب المسعودي في «مروج الذهب» سعى المنافقون الى المتوكل بالإمام الهادي عليهالسلام أنّ في منزله كتباً وسلاحاً من شيعته من أهل قم ، وأنّه عازم على الوثوب بالدّولة ، فبعث إليه المتوكل جماعة من الأتراك وأمرهم أن يهجموا على دار الإمام عليهالسلام ليلاً.
فهجموا دار الإمام الهادي عليهالسلام ليلاً فلم يجدوا فيها شيئاً ووجدوه في بيت مغلق عليه ، وعليه مدرعة من صوف ، وهو جالس على الرّمل والحصا وهو متوجه الى الله تعالى يتلو آيات من القرآن ، فحمل على حاله تلك الى المتوكّل وقالوا له : لم نجد في بيته شيئاً ووجدناه يقرأ القرآن مستقبل القبلة وكان المتوكّل جالساً في الشرب فدخل عليه والكأس في يد المتوكل.
فما رأى المتوكل الإمام الهادي عليهالسلام هابه وعظمه وأجلسه الى جانبه ، وناوله الكأس التي كانت في يده.
فقال الإمام عليهالسلام : «والله ما يخامر لحمي ودمي قطّ فاعفني» فأعفاه.
فقال المتوكل : أنشدني شعراً.
فقال الإمام عليهالسلام : إنّي قليل الرّواية للشعر.
فقال المتوكل : لابدّ فأنشده عليهالسلام وهو جالس عنده.
__________________
(١) راجع بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٥٠ ، ص ١٤٧ ـ ١٤٨ ، واعلام الورى : للعلّامة الطّبرسي رحمه الله ، ٦ ، ص ٣٤٦.