باتُوا عَلَى قُللِ الاجْبَالِ تَحْرُسُهُم |
|
غُلُبُ الرِّجالِ فَلَمْ تَنْفَعْهُم القُلَلُ |
واُستُنزِلُوا بَعْدَ عِزَّ عنْ مَعَاقِلهِم |
|
واُسكِنُوا حُفَراً يا بِئسَما نَزَلُوا |
نَاداهُمُ صَارِخٌ مِنْ بَعْدِ ما دَفْنِوا |
|
أين أسِرَتُ وَالتِّيجانُ والحُللُ |
أينَ الوُجودِ الّتِي كَانَتْ مُنَعَمَةً |
|
مِنْ دُونِها تُضْرَبُ الاسْتَارُ وَالكُلَلُ |
فَافْصَحَ القَبْرُ عَنْهُمْ حِينَ سائَلَهُم |
|
تِلْكَ الوجوهُ عَلَيْها الدودُ تَقْتَتِلُ |
قَدْ طَالَما أكَلُوا دَهْرَاً وَما شَرِبُوا |
|
وَاصْبَحُوا بَعْدَ طُولِ الأكْلِ قَدْ اُكِلُوا |
قال الراوي : فبكى المتوكل حتى بلت لحيته ودموع عينية وبكى الحاضرون ، وأمر المتوكل أن يرفع بساط الشراب ثم قال : يا أبا الحسن : هل عليك دين؟
قال الإمام عليهالسلام : أربعة آلاف دينار.
فأعطاه المتوكل ذلك وردّه الى منزله مكرّماً (١).
وقال الكراجكي في «كنز» فضرب المتوكل بالكأس على الأرض وتنغص عيشه في ذلك اليوم وتبدل عيشه ولهوه الى عزاء (٢).
(فِي جَنْبِهِ)
أي في أمره أو رضاء أو قربه وأجواره أو طاعته أو حقّه كما قيل في تفسير قوله تبارك وتعالى : (٣).
(وَأقَمْتُمْ الصَّلاةَ)
وأقامة الصّلاة عبارة عن تهذيب أركانها وحفظها من أن يقع في أفعالها زيغ
__________________
(١) مرآة الجنان : ج ٢ ، ص ١٦٠ ، بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٥٠ ، ص ٢١١ ـ ٢١٢.
(٢) وكنز العمال وكذلك تذكرة الخواص : للسبط بن الجوزي ، ص ٢٠٣.
(٣) الزمر : ٥٦.