تشير الآية الشريفة الى ذلك قال تعالى : (تِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا) (١).
أو المراد من الاقامة حدود المناهي مثل : الزنا ، وشرب الخمر ، والسرقة وغيرها نعوذ بالله ، وهذا المعنى توفر لسيّد المتقين الإمام علي عليهالسلام في زمن حكومته ، وأما سائر الأئمَّة عليهمالسلام فلم يتوفر بسبب المنع وعدم بسط اليد أن يقوموا بها ، وتتحقق كمال هذه الاقامة والتطبيق في زمان مولانا قائم آل محمّد (روحي وأرواح العالمين له الفداء).
ورد في الحديث الشريف : «إقامة الحدّ لله أنفع في الارض من القطر أربعين صباحاً» (٢).
لأن قوام المجتمع وحفظ النفوس والحقوق مرتبط بأقامة الحدود.
أو المراد من الحدود هو حدود الايمان ويجمعها كلمة الشهادتين والاقرار بما جاء به النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم والصلوات الخمس والزّكاة والصيام وحج بيت الله وولاية أهل البيت عليهمالسلام فان أئمّة اهل البيت أقاموا جميع هذه الحدود بأحسن صورتها وأدق معانيها.
(وَنَشَرْتُمْ شَرائِعَ أحْكَامِهِ)
لأنّ الاحكام الالهية انتشرت ببركة وجودهم الشريف وإن كان من الصادقين عليهمالسلام اكثر.
ذكر الشّيخ الجليل المفيد رحمه الله في الارشاد ، وابن شهر آشوب في معالم العلماء ، والشّيخ الطبرسي رحمه الله في اعلام الورى وغيرهم :
__________________
(١) البقرة : ٢٢٩.
(٢) فروع الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ٧ ، ص ١٧٤ ، وسائل الشيعة : للشّيخ الحر العاملي رحمه الله ، ج ٢٨ ، ص ١٢ ، تحقيق مؤسسة آل البيت عليهمالسلام.