(وَصِرْتُمْ فِي ذَلِكَ)
أي في الجهاد أو في كلّ من الاُمور المذكورة.
(مِنْهُ الى الرّضا)
أي من الله تعالى ورضاه عنكم ورضاكم عنه كما قال تعالى : (رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) (١).
والمراد أنّ الائمّة عليهمالسلام وصلوا في مرتبه العبودية والعبادة الى محل توفر لهم الرضا الشديد بمقدار ما وسعته طاقاتهم من امتثال أوامره. وكذلك رضى الله عنكم لأنّكم عملتم باحكام دينه كما هو حقه وكما هو أهله.
(وَسَلَمْتُمْ لَهُ القَضَاءَ)
في جميع الاُمور حتى في القتل ، روى حمران بن اعين عن الإمام الباقر عليهالسلام قال : قلت له جعلت فداك أرأيت ما كان من أمر قيام علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهماالسلام وخروجهم وقيامهم بدين من الله عزّ ذكره وما أصيبوا من قتل الطواغيت إياهم والظّفر بهم حتى قتلوا وغلبوا ، فقال الإمام عليهالسلام :
«يا حمران (إن الله تبارك وتعالى) قد كان قدّر ذلك عليهم وقضاه بهم وأمضاه وحتمه على سبيل الاختيار ثم اجراه فيتقدم علم إليهم من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قام علي والحسن والحسين عليهمالسلام وبعلم صمت من صمت منّا ولو أنّهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل من أمر الله عزّ وجلّ واظهار الطواغيت عليهم (سألوا) الله عزّ وجلّ أن يدفع عنهم ذلك والحوا عليه في طلب إزالة تلك
__________________
(١) البيّنة : ٨.