جميع الانبياء عليهمالسلام لديكم ، أو أن مطلق براهين الله وآياته مخزونة لديكم.
عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر الباقر عليهالسلام يقول في هذه الآية : (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) (١) فأومى بيده الى صدره» (٢).
وفي رواية اُخرى ، قال عليهالسلام : هم الائمّة (٣).
وعن أبي حمزة الثّمالي عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : سمعته يقول : «ألواح موسى عندنا وعصا موسى عندنا ونحن ورثنا النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم» (٤).
(وَعَزَائِمُهُ فِيْكُمْ)
وهي أنّ العزم والجد والاجتهاد والاهتمام في التّبليغ والصّبر على المكاره ، وإظهار الحقّ فيكم وردت ، وعليكم وجبت ، أو المراد منها أن الواجبات اللازمة التي لا يرخص في تركها عباد الله سبحانه ، إنما هي واجبة من واجبات حقّكم كوجوب متابعتكم والاعتقاد بامامتكم وجلالتكم وعصمتكم حيث لا يعذر النّاس في ترك واحدةٍ منها ، أو يراد منها العزائم التي أقسم الله سبحانه بها في القرآن كالشّمس والقمر والضحى والليل والتين والزّيتون والبلد الامين ونحوها إنما هي فيكم ، وأنتم المقصودون بها ، أو السّور العزائم أو سائر الأديان في المدح نزلت فيكم ، أو المعنى أنتم الآخذون بالعزائم دون الرخص (يعني لم ترتكبوا المحرمات والمكروهات) أو المعنى أن قبول الواجبات من الناس مشروط بمتابعتكم ومولاتكم ، وغيرها من الاحتمالات لا تسعها هذه الوجيزة.
__________________
(١) العنكبوت : ٤٩.
(٢) تفسير نور الثقلين : للحويزي رحمه الله ، ج ٤ ، ص ١٦٥ ، عن اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢١٣.
(٣) راجع اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢٢٧ ، بحار الانوار : للعلّامة الجلسي رحمه الله ، ج ٢٦ ، ص ١٩٠ ، باب ١٤.
(٤) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٦ ، ص ٢١٨ ، بصائر الدرجات : ص ٥٠.