يؤدي الامام الأمانة الى من بعده ولا يخط بها غيره ولا يزوّيها عنه» (١).
وفي رواية اُخرى عن الإمام الباقر عليهالسلام قال : «إيّانا عنى ، أن يؤدي الأوّل إلى الإمام الذي بعده الكتب والعلم والسلاح ...» (٢).
أو المراد ما عندهم من ودايع وامانات النّاس تحفظ عندهم كما هو حقّه ، وأنّهم في حفظها وأدائها نالوا الدرجة العالية عن أبي حمزة الثمالي عن الإماام علي بن الحسين السّجاد عليهالسلام قال : سمعته يقول لشيعته :
«عليكم بأداء الأمانة ، فوالذي بعث محمّداً أبالحقِّ نبيّاً لو أنّ قاتل أبي الحسين بن علي عليهماالسلام ائتمنني على السيف الذي قتله له لأدَّيته إليه» (٣).
أو المراد منها أن الائمّة الهداة عليهمالسلام في حفظ حدود العبادات وطاعة الله عزّ وجلّ في مثل الصلاة وغيره من الزيادة والنقيصة والشك والاثبات وملاحظة الاخلاص ومراتب الخشوع والخضوع يؤدونها ، لان الامانة فسرّت بالطاعة والعبادة في الآية الشّريفة : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ) وورد في رواية صحيحة :
«أن علياً عليهالسلام اذا حضر وقت الصلاة يتململ ويتزلزل ...» (٤).
والاخبار في باب خضوع الأئمّة عليهمالسلام وخضوعهم في طاعة الله والصلاة والوضوء وصلت الى ذروتها وتواترت والكتب الاسلامية مستفيضة من العمّة الخاصّة.
(وَالبَابُ المُبْتَلَى بِهِ النّاسُ)
لانّ الله عزّ وجلّ امتحن الناس بولايتهم ومتابعتهم ومن دخل باب ولايتهم
__________________
(١) اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢٧٦.
(٢) اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٢٧٦.
(٣) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٧٥ ، ص ١١٤ ، الامالي للشّيخ الصّدوق رحمه الله : ص ١٤٨.
(٤) تفسير نور الثقلين : للحويزي رحمه الله ، ج ٤ ، ص ٣١٣ ، عن كتاب عوالي اللئالي.