فلا يحقّ له أن يدعي الايمان والاسلام ، بل نفهم من بعض الرّوايات أن الجاحد للائمّة وأمامتهم أسوء من الجاحد لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وانكار نبوّته.
عن ضريس قال : تمارى النّاس عند أبي جعفر الإمام الباقر عليهالسلام فقال بعضهم : حرب عليّ عليهالسلام شرّ (١) من حرب النّبي صلىاللهعليهوآله وسل. فسمعهم الإمام الباقر عليهالسلام فقال : ما تقولون؟
فقالوا : أصلحك الله تمادينا في حرب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وفي حرب عليّ عليهالسلام فقال بعضنا : حرب عليّ عليهالسلام شرّ من حرب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال بعضنا ، حرب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شرّ من حرب عليّ عليهالسلام.
فقال الإمام عليهالسلام : «لا بل حرب علي عليهالسلام شرّ من حرب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم».
فقلت له : جعلت فداك أحرب عليّ شرّ من حرب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟
قال الإمام عليهالسلام : «نعم وسأخبرك عن ذلك ، إنّ حرب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يقروا بالاسلام وإنّ حرب علي عليهالسلام أقروا بالاسلام ثمّ جحدوه» (٢).
يقول المؤلف : الجحود في اللغة يقال للانكار المرافق للعلم ، بمعنى أن يعرف الإنسان شيئاً حق المعرفة ويجحده وينكره ، فهذه الفقرة الشّريفة ظاهرة في الذين يخالفون ويجحدون الائمّة الهداة عليهمالسلام ، وأمّا مع معرفتهم الكاملة بأحقّيتهم فإنّهم حينئذ يكونوا كفاراً.
وهنكا روايات جمّة في هذا الباب تدل على كفر من خالفهم فجمعها يحتاج الى كتاب مفردٍ والجمع بينها وبين ما علم من أقوالهم عليهمالسلام من عاشرتهم ومواكلتهم ومجالستهم ومخالطتهم يقتضي الحكم بكفرهم وخلودهم في النار في الآخرة وجريان حكم الإسلام عليهم في الدّنيا رأفة ورحمةً بالطائفة المحقّة لعدم امكان
__________________
(١) أي محاربوه عليهالسلام.
(٢) روضة الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ٨ ، ص ٢٥٢.