الاجتناب عنهم.
وأيضاً تشير هذه الفقرة الى حال المستضعفين واستثنائهم عن هذا الحكم ، حيث ابتعدوا عنهم وأنكروا إمامتهم دون أن ينصبوا لهم العداوة أو تكون عداوتهم ناشئة عن اللجاجة والعناد. فإنّ أمرهم الى الله عزّ وجلّ إن شاء عذبهم وان شاء عفا عنهم كما هو مأثور عن ائمّة الهدى (١).
(وَمَنْ حَارَبَكُم مُشْرِكٌ)
مشرك بالله تعالى ، وقد قال النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا علي حربك حربي» (٢) ومن حاربه فقد حارب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن حاربه فقد حارب الله تعالى ، ويجري لأخرهم ما يجري لأولهم (٣). لانّهم نور واحد وهم مشتركون في مقام الامامة والطاعة.
(وَمَنْ رَدَّ عَلَيْكُم)
أي ردّ شيئاً من أقوالكم وأخباركم وأفعالكم (٤).
__________________
(١) معاني الاخبار : للشّيخ الصّدوق رحمه الله ، ص ٢٠٠ ، باب «المستضعف» تفسير نور الثقلين : ج ١ ، ص ٥٣٧.
(٢) المناقب : للخوارزمي ، ص ٧٦ ، وورد بهذا المعنى أحاديث مستفيضة من العامّة والخاصّة وفي بعضها قال صلىاللهعليهوآلهوسلم مخاطباً لاهل البيت عليهمالسلام : «إنّي حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم» رواه جماعة من أعلام القوم عن أبي هريرة.
(٣) السّرائر : ص ٤٧١ ، وعنه في بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٧ ، ص ١٤٩.
(٤) كما ردّ القوم كلام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في مسألة الغدير وكلام فاطمة عليهاالسلام في مسألة فدك وشهادة علي عليهالسلام عِدْلَ القرآن والحسن والحسين سبطي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وسيدي شباب أهل الجنّة وشهادة اُمّ أيمن التي شهد لها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنّها امرأة من أهل الجنّة ، عندما شهدوا بأنّ فدك لفاطمة عليهاالسلام لم ترث ذلك من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بل كان ملكها في أيّام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ورسول الله وهبها إياها عليهاالسلام في حياته صلىاللهعليهوآلهوسلم كما ورد عن أبي سعيد قال : لم نزلت : (وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ) دعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فاطمة وأعطاها فدك. الدّر المنثور : ج ٢ ، ص ١٣٠ ، إذن غصبوا ملكها وما وهبه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إليها.