(فِي أسْفَل دَرَكٍ مِنَ الجَحِيْم)
فهو في أسوء مكان من نار جهنم ، ولأن جهنم سبع طبقات ، والطّبقة السّابعة مقعد من رد على أهل بيت العصمة عليهمالسلام ورد في حديث عن الإمام جعفر الصّادق عليهالسلام : فيه ذكر مقاعد العلماء في الدّرك الاسفل من الجحيم ـ قال :
١ ـ إن من العلماء من يحب أن يخزن علمه ولا يؤخذ عنه ، فهو في الدّرك الاوّل من النّار.
٢ ـ ومن العلماء من إذا وُعظ أنف ، وَعّظ عنّف فذاك في الدّرك الثّاني من النّار.
٣ ـ ومن العلماء من يرى أن يضع العلم عند ذوي الثروة ولا يرى له في المساكين ، فذاك في الدّرك الثّالث من النّار.
٤ ـ ومن العلماء من يذهب في علمه مذهب الجبابرة والسلاطين ، فإن ردّ عليه شيء من قوله أو قصّر في شيء من أمره غضب ، فذاك في الدّرك الرّابع من النّار.
٥ ـ ومن العلماء من يطلب أحاديث اليهود والنصارى ليغزر به علمه ويكثر به حديثه ، فذاك في الدّرك الخامس من النّار.
٦ ـ ومن العلماء من يضع نفسه للفتيا ويقول : سلوني ولعله لا يصيب حرفاً
__________________
وقال ابن رويش في المقتطفات : ج ١ ، ص ٣٢١ :
وإن قيل : لِمَ كان ابن عباس وأبو سعيد وغيرهما من الصحابة لم يشهدوا أو تقاعدوا عن الشهادة؟
يقال : لأنّهم علموا وعرفوا ورأوا بأعينهم أنّ شهادة هؤلاء قد ردّت ورفضت ، فأي شهادة يا ترى تقبل ولا ترد بعد ما ردّ القوم شهادتهم.
أقول : علاوة على ذلك الظّروف السّياسية التي لعبت دوراً مهماً في قمع الصّحابة المخلصين لآل الرسول وابعادهم عن الميادين السياسية ، ومع ذلك لو فرضنا أن فدك كان إرث من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فمن أين قالوا أن الزّهراء عليهاالسلام لا ترث ، وقد ردّت الزهراء عليهاالسلام هذا الادعاء بنفسها وقالت لابي بكر : «يا ابن أبي قحافة أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي؟ لقد جئت شيئاً فرياً».
فلذلك هجرت فاطمة عليهاالسلام أبا بكر بعدما احتجت عليه بحجج دامغة ، راجع شرح نهج البلاغة : لابن أبي الحديد ، ج ٣ ، ص ٧٨ ، وكتاب بلاغات النساء : ص ٢٤ ، وغيرهما من مؤرخي الأمّة الذين جاءوا بذكر أخبار السقيفة وفدك