الصّادق عليهالسلام قال :
قال الله تعالى : «يا محمّد إنّي خلقتك وعليّاً نوراً ـ يعني روحاً ـ بلا بدن قبل أن أخلق سماواتي وأرضي وعرشي وبحري ، فلم تزل تهلّلني وتمجّدني ، ثمّ جمعت روحيكما فجعلتهما واحدة ، فكانت تمجّدني وتقدّسني وتهلّلني ، ثمّ قسّمتها ثنتين ، وقسّمت الثّنتين ثنتين ، فصارت أربعة : محمّد واحد ، وعلي واحد ، والحسن والحسين ثنتان ، ثمّ خلق الله فاطمة من نور ابتدأها روحاً بلا بدن ، ثمّ مسحنا بيمينه (١) فأفضى نوره فينا» (٢).
توضيح ذلك : أن المراد من «بعد» في هذا الحديث ليس معنى التراخي في الزمان ، بل تراخي في الرّتبة ، ومراد من «امتداد النور» اتساع النّور.
عن أبي يحيى الواسطي عن بعض الاصحاب عن الإمام الصّادق عليهالسلام : «خلقنا من عليّين ، وخلق أرواحنا من فوق ذلك ، وخلق أرواح شيعتنا من عليين ، وخلق أجسادهم من دون ذلك ، فمن أجل تلك القرابة بيننا وبينهم قلوبهم نحن إلينا» (٣).
وقال المرحوم الفيض الكاشاني رحمه الله في ذيل هذا الحديث : «لعل المراد من علّيين هو عالم الملكوت ، والمراد بما فوقه هو عالم الجبروت ، والمراد من دون ذلك هو عالم المادة والشّهادة ، والمراد من التّعليل بكلمة (من أجل ...) أن أصل أجساد الأئمّة الاطهار عليهمالسلام وأرواح شيعتهم واحد ، يعني من علّيين والميل والحنان إليهم يعود الى هذه الجهة» (٤).
__________________
(١) مسح الله باليمين كناية عن جعلهم ذا اليُمن والبركة.
(٢) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ١ ، ص ١٨ و ١٩ ، اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٤٤٠.
(٣) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٥ ، ص ١٢ ، عن بصائر الدرجات : ص ٧٠ ، اصول الكافي : للشّيخ الكليني رحمه الله ، ج ١ ، ص ٣٨٩.
(٤) فراجع للوافي : للفيض الكاشاني رحمه الله ، ج ٣ ، ص باب الطّينة.