(طابَتْ طَهُرَتْ)
أي تلك الارواح ، طهرت تلك الأبدان.
(بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ)
يعن أنّهم عليهمالسلام من طينة واحدة مخلوقة من نور عظمته تعالى كما قال الله تعالى ذكره (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ) (١).
وروي في التّفاسير يراد من هذه الآية آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢).
(خَلَقَكُمْ اللهُ أنْوارَاً فَجَعَلَكُمْ بِعَرشِهِ مُحْدِقيْنَ)
والمراد بالعرش إمّا الملك وعلم الله عزّ وجلّ حيث أنّهم عليهمالسلام مستفيضون أو وهم مستنهوضون من علمه تعالى وقدرته ، أو المراد به الجسم المحيط بالسّموات والارض ، فانّ الله إمتحن ملائكته بحمله وجعله وسيلة الى تعبدهم كما جعل بيته في الارض وسيلة عبادة العباد وابتلائهم ، وكان الائمَّة الاطهار عليهمالسلام أشباحاً أو أجساداً مثالية يطوفون بعرشه أو هم الآن كذلك.
وقد وردت اخبار كثيرة أن الله تعالى خلق أنوارهم وهم بعرشه محدقون وطائفون (٣).
__________________
(١) آل عمران : ٣٤.
(٢) راجع تفسير الثّقلين : ج ١ ، ص ٣٢٨ ، في تفسير هذه الآية ، وتفسير العياشي : ج ١ ، ص ١٦٨.
(٣) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٤ ، ص ٨٧ و ٨٨ ، باب ٣٢ ، تفسير القمي : ص ٥٦٠ و ٥٦١ ، وكنز الفوائد : للشّيخ محمّد بن علي الكراجكي ، ص ٢٦١.
ما رواه جماعة من الحفاظ ، عن أبي موسى الاشعري ، قال سمعت النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين في قبّة تحت العرش» الحموني في فرائد السمطين : ج ١ ، ص ٤٩ ، وابن حجر العسقلاني في لسان الميزان : ج ٢ ، ص ٩٤ ، الهيثمي في مجمع الزوائد : ج ٩ ، ص ١٧٤ ، وغيرهم ، وقريب منه عن عمر بن الخطاب ، انظر الى احقاق الحق : ج ٩ ، ص ١٩٦.