(حتّى مَنَّ عَلَينا بِكُمْ)
بأن جعلكم أئمّتنا وسادتنا وقادتنا في الدّنيا والاخرة.
(فَجَعَلَكُمْ فِي بِيُوتٍ أذِنَ اللهُ أنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيْها إسْمُهُ)
والمراد بالبيوت التي (أَذِنَ اللَّـهُ أَن تُرْفَعَ) إمّا البيوت المعنوية التي هي بيوت العلم والحكمة والمراد من الذّكر حينئذٍ هو استفاضتهم عليهمالسلام من تلك الانوار ، أي أنوار العلم والحكمة أو البيوت الصورية التي هي بيوت الانبياء عليهمالسلام وبيوت النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم أو بيوت الائمّة الهداة عليهمالسلام في حياتهم ومشاهدهم بعد مماتهم.
والمراد من الذّكر استفاضة هذه الانوار منهم يعني أنوار العلم والحكمة وسائر الكمالات.
ورد في حديث أنّه عندما قرأ الرّسول الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم هذه الآية فقام إليه رجل فقال : أي بيوت هذه يا رسول الله؟
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : بيوت الانبياء.
فقال أبو بكر : يا رسول الله هذا البيت منها؟ وأشار إلى بيت علي وفاطمة عليهماالسلام.
قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : نعم أفضلها (١).
الفضيلة التي تجري لأوّلهم تجري لآخرهم (٢).
(وَجَعَل صَلَوَاتُنَا عَلَيْكُم وَمَا خَصَّنَا بِهِ مِن وِلايَتِكُم طَيِّبَاً لِخَلْقِنَا)
إشارة الى ما استفاض في الرّوايات من أنّ ولايتهم وحبّهم عليهمالسلام علّامة على
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٣ ، ص ٣٢٥ ، عن كنز جامع الفوائد : للشّيخ محمّد بن علي الكراجكي ، ص ١٨٥.
(٢) اُنظر الى بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٥ ، باب «أنّه جرى لهم من الفضل والطّاعة مثل ما جرى لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنّهم في الفضل سواء».