أفضليتهم على الانبياء ، كما فسّروا الآية الشّريفة : (وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ...) بأنه لا تزال الشيعة قديماً وحديثاً يستدلون بها على أفضلية الامام علي عليهالسلام على جميع الانبياء لانّه نفس النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم (١).
(وَأعْلا مَنَازلِ المُقَرَّبِيْنَ)
وأعلى مراتبهم عند الله عزّ وجلّ.
(وَأرْفَعَ دَرَجَاتِ المُرْسَلِينَ)
وهي درجات نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فيلزم من هذه الجملة أفضليتهم عليهمالسلام على الانبياء عليهمالسلام كما يدل عليه قوله تعالى : (وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ) (٢).
وأنّ علي عليهالسلام بمنزلة نفس النّبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد تقدم تفسير هذه الآية آنفاً.
نقل الشيخ الجليل الصّدوق رحمه الله عن أمير المؤمنين عليهالسلام عن رسول الله قال : رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما خلق الله عزّ وجلّ خلقاً أفضل منّي ولا أكرم عليه منّي».
قال علي عليهالسلام : فقلت : يا رسول الله فأنت أفضل أو جبرائيل؟
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا علي إن الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقرّبين ، وفضلني على جميع النّبيين والمرسلين ، والفضل بعدي لك يا علي وللأئمّة من بعدك ، وإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا ...» (٣).
__________________
(١) انظر الى المناظرة التي جرت بين حجاج بن يوسف الثقفي السفّاك مع إمرأة شجاعة إسمها «حرّة» من أحفاد حليمة السعدية مرضعة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٤٦ ، ص ١٣٦ ، وفضائل ابن شاذان : ص ١٢٢.
(٢) آل عمران : ٦١.
(٣) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٦ ، ص ٣٣٥ ، اكمال الدين : للشّيخ الصّدوق رحمه الله ، ص ١٤٧ ، عيون اخبار الرّضا : ص ١٤٤ ، علل الشرائع : ص ٥.