بالشهادة فداهم بأبيه واُمّه وأشهدهم كما هو المتعارف عند العرف ، وكما وردت في الاخبار الصحيحة أنّه قال : إنّي مؤمن بالأئمّة وليس لي شنان بالمخالفين أنّه ليس بمؤمن ، بل هو من أعدائنا فإنّ المحبّ من يحبّ أولياء المحبوب ويبغض أعداءه.
(وَبِمَا آمَنْتُم بِهِ)
أي بكلّ ما أمنتم به أنتم ولو بصورة مجملة دون أن يكون لي علمٌ تفصيلٌ بذلك.
(كَافِرٌ بِعَدُوِّكُم وَبِمَا كَفَرْتُم بِهِ)
وهذا بشكل مجمل أيضاً وإن لم أعرف تفصيله ، ففي هذه الفقرة الشريفة إشارة الى أن الايمان بهم عليهمالسلام لا يتمُّ إلّا مع الكفر بعدوّهم والبراءة منهم (لعنهم الله) ولأنّ حبّ الأئمّة المعصومين عليهمالسلام لا يجتمع مع حبّ أعدائهم ، فان المحبّ من يحبّ أولياء المحبوب ويبغض أعداءه وبهذا المعنى أشار الله تعالى في قرآنه المجيد :
(لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ...) (١).
وقال تعالى أيضاً :
(فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ) (٢).
(مُسْتَبْصِرَاً بِشَأنِكُم وَبِضَلالَةِ مَن خَالَفَكُم)
أي أطلب البصيرة بمعرفة أمركم وحالكم ، وفي هذه الفقرة المباركة إشارة الى
__________________
(١) المجادلة : ٢٢.
(٢) البقرة : ٢٥٦.