فنتحى اثنان وحدث عليهالسلام واحداً فقام طائر العقل ومرّ على وجهه وكلّمه صاحباه فلم يرد عليهما شيئاً وانصرفوا (١).
وفي رواية اُخرى : فحدّثه بحديث فما فرغ الحسين عليهالسلام من حديثه حتى ابيضّ رأس الرّجل ولحيته وأُنسي الحديث.
فقال ال حسين عليهالسلام : «أدركته رحمة الله اُنسي الحديث» (٢).
(مُنْتَجِبٌ بِذِمَّتِكُم مُعْتَرِفٌ بِكُم)
محتجب بذمتكم ، أي احتجب عن شرور الدّارين بالدّخول في حماكم وعهدكم ، لأنّكم قادة وأولياء الدّارين (بكم) أي بإمامتكم وولايتكم وفضلكم.
(مُؤمِنٌ بِإيَابِكُم)
أي معتقد برجوعكم الدّنيا لإعلاء كلمة الدّين والانتقام من الكافرين والمنافقين وقصم شوكة المعاندين قبل يوم القيامة والدّين.
(مُصَدِّقٌ بِرَجْعَتِكُم)
هذه الفقرة المباركة تفسير لما قبلها وهاتان الفقرتان تدلان على رجعة جميع الائمّة الهداة عليهمالسلام وقد تظافرت الأخبار وتواترت الآثار وأجمعت الشّيعة الأبرار
__________________
(١) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٥ ، ص ٣٧٨ ، عن الخرائج والجرائح : ص ٢٤٧ وفيه : فلم يرد عليها جواباً.
(٢) بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٢٥ ، ص ٣٧٩ ، عن الخرائج والجرائح : ص ٢٤٧ ـ ٢٤٨ : فحدثه الحسين وفيه : نسي الحديث ، وهذا لا يخفى على العارفين بحقيقة أمرهم وعظيم خطرهم وأنّ حديثهم صعب مستصعب ... كما مرّ