دولة الباطل وتمكنهم من إقامة العدل والحقّ والشرع ، وبذلك استقامت الامور لهم وبهم على كمال ما ينبغي ، وكلّ ذلك بعون الله عزّ وجلّ وإمداده لهم.
(وَيُمَكِّنَكُم فِي أرْضِهِ)
يمكنكم في أرضه بالسّلطنة الحقّة وأنتم مبسوطو اليد كما قال الله تعالى :
(وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ...) (١).
(فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ)
أي معكم بالقلب واللسان ، أو في الدّنيا والرّجعة ، أو في الدّنيا والآخرة ، أو كرّر لمجرد التأكيد.
(لا مَعَ عَدُوّكُم)
أي لا أكون مع عدوّكم والمخالفين لكم من الاوّلين والآخرين ، بل أنا عدوٌّ لهم
__________________
في الخطبة : ، حيث يقول عليهالسلام : ولقد رأيت عقيلاً وقد أملق حتى استماحني من برّكم صاعاً ، وعاودني في وسقٍ من الشعيركم يقضمه جياعه ، وكاد يطوي ثالث أيّامه ، خامصاً ما استطاعه ، ولقد رأيت أطفاله شعث الألوان من صرّهم كأنّما اشمأزت وجوهم من قترهم ، فلمّا عاودني في قوله وكره أصغيت إليه سمعي فغره ، وظنني أبيعه ديني وأتّبع ما أسرّه ، أحميت له حديدة لينزجر إذ لا يستطيع مسّها ولا يصبر ، ثمّ أدنيتها من جسمه فضّج من ألمه ، ضجيج دنفٍ يئن من سقمه ، وكاد يسبّني سفهاً من كظيمه ، ولحرقة في لظى أدنى له من عدمه ، فقلت له : ثكلتك الثواكل ، أنتن من أذى ، ولا أئنّ من لظى
نعم هذا سيّد الوصيين وإمام المتّقين الذي يجب على المسلمين أن يتبعه في عدالته وأمانته في بيت المال المسلمين دون غيره من الذين هضموا مال الله وأموال المسلمين هضم الابل نبتت الرّبيع حتى وصل الامر الى الشّجرة الملعونة في القرآن الكريم ، بني اُميّة ومن رضي بافعالهم وتبع سيرتهم وبرء ساحتهم من تلك الجرائم بقوله أنّهم اجتهدوا فأخطأوا.
(١) النّور : ٥٥.